كتاب سرور النفس بمدارك الحواس الخمس

الباب الثامن - في النار ذات اللهب وما يتعلق بها، ونار النفط، والصعاعقة، ونار الفحم - ص: 365

١٠٦٣ - أبو محمد عبد الله بن سارة من شنترين في المائة السادسة (١) :

لابنةِ الزَّنْدِ في الكوانين جمرُ ... كالدّراري في الليلةِ الظلماء

خبراني عنها ولا (٢) تكتماني ... ألدَيْهَا صناعةُ الكيمياء

سَبَكَتْ فحمنا (٣) سلاسلَ تبرٍ ... رصعتهُ بالفضّةِ البيضاء

كلَّما ولولَ النسيمُ عليها ... رقصتْ في غلالةٍ حمراء

لو ترانا من حولها قلتَ شَرْبٌ (٤) ... يتعاطَوْنَ أَكْؤُسَ الصهباء

سَفَرَتْ في (٥) عشيِّنا فأرَتنَا ... حاجبَ الشمسِ طالعاً بالعِشاء ١٠٦٤ - وله فيها (٦) :

ما كابنة الزند للمقرورِ فاكهةٌ ... إذْ يُجْمِدُ البردُ منه ساعداً ويدا

جاؤوا بياقوتةٍ منها وقد قطعوا ... من مِسْكِ دارينَ أثواباً لها جددا

حتى إذا ما تغطتْ بالرمادِ حَكَتْ ... ورداً عليه سقيطٌ الطلِّ قد جمدا ١٠٦٥ - وله فيها (٧) :

باتتْ لنا النار دُرياقاً وقد جَعَلَتْ ... عقاربُ البردِ تحت الليل تَلْسَعُنا

زهراءُ قَدَّتْ لنا من دفئها لُحُفاً ... لم يَعْلَمِ البردُ فيها أين موضِعُنا

لها حريقٌ بكانونٍ نطيفُ به ... كمثل جامِ رحيقٍ فيه مَكْرَعُنَا

تُبيحنا قُرْبَها حيناً وَتُبْعِدُنا ... كالأمِّ تلفظنا (٨) طوراً وترضعنا ١٠٦٦ - محمد بن أبي الخصال كاتب يوسف بن تاشفين (٩) :

---

(١) القلائد: ٢٦٦ والشريشي ٢: ٣٢٧ (بولاق) ونفح الطيب ٣: ٤٤٢ ومجموع شعر ابن صارة: ٥٧ وهي لأبي مروان ابن أبي الخصال في نهاية الأرب ١: ١١٨.
(٢) النفح: خبروني ... تكذبوني.
(٣) النفح: صفائح، النفح: سبائك.
(٤) النفح: قوم.
(٥) القلائد: عشائها، النفح: عن جبينها.
(٦) لم ترد في مجموع شعره.
(٧) قلائد العقيان: ٢٦٧ ومجموع شعره: ٦٠.
(٨) قلائد: تفطمنا.
(٩) هو ذو الوزارتين الكاتب أبو بكر بن أبي الخصال محمد بن مسعود بن طيب بن خلصة (٤٦٥ - ٥٤٠) ، ولم يكن كتاباً ليوسف تاشفين. وإنما كان كاتباً لابن الحجاج أمير قرطبة، له ترجمة الذخيرة ٣/ ٢: ٧٨٦ وقد ذكرت هنالك عدداً جماً من مصادر ترجمته.