للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كضوء النهار وإن لم تمسه نار، الثاني: أنّ قلب المؤمن يكادُ أن يعرف الحقّ قبل أن يبين له لموافقته له.

(نور على نور) فيه قولان: أحدهما يعني في ضوء النهار على ضوء الزيت على ضوء الزجاجة؛ الثاني: معناه هي من نسل نبي.

(يهدي الله لنوره من يشاء) فيه وجهان: أحدهما يهدي الله لدينه من يشاء من أوليائه، الثاني: يهدي الله إلى دلائل هدايته من يشاء من أهل طاعته (يضرب الله الأمثال للناس) وهذا مَثَلٌ ضربه الله للمؤمن لوضوح الحق له فيه.

١١٩٣ - وفي الأخبار أن شهر بن حوشب قال (١) : أمر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أن يُجَنِّبوا صبيانهم فحمة العشاء، وأن يطفئوا المصابيح، وأن يوكئوا الأسقية، وأن يُغلقوا الأبواب، وأن يخمِّروا الآنية، فقام رجل فقال: يا رسول الله لا بد لنا من المصابيح للمرأة النُّفَساءِ وللمريض وللحاجة تكون، فقال: لا بأس إذا، إن المصباح مَطْرَدَةٌ للشيطان، مَذبَّةٌ للهوام، مدلَّة على اللصوص - وفي رواية أخرى في السراج بذال معجمة واسقاط على - وأن الفويسقة تضرم على الناس بيوتهم. الفويسقة: الفأرة.

١١٩٤ - وقالت الحكماء: إن الطفل لا يُناغي مضيئاً ولا يُسَرُّ به كما يناغي بالمصباح ويُسَرُّ به، قالوا: وسرور الطفل ومناغاته منفعة له في تحريك القوّة النفسانية، لما في النار من الطبيعة المودعة في ذلك.

١١٩٥ - ومن أسماء السراج: القرط والسراج والمصباح والنبراس والمسرج.

١١٩٦ - ويقال لما يسقط من السرج أيضاً القرط والقراط - بكسر القاف والف بعد الراء - وكذلك ما يخرج من حوافر الخيل إذا صدمت الصخور من النيران، وكذلك ما يخرج من بين الحجرين، ومن بين الحديد والحجر، والأنثى والذكر من الخشب والقصب والحديد، كل ذلك يسمى قراطاً - بكسر القاف وأسقاطاً، واحدها قُرط - بضم القاف - وسَقْطٌ وسُقْطٌ - بفتح السين وضمّها. ويقال لموضع النار من الفتيلة الزِّهْلِقُ - بكسر الزاي واللام - والجمع زَهالِقُ؛ ويقال ما بالدار وابصةٌ، يراد بها ما بها نار، وكذلك ما في الدار نافخُ ضرمة أي نافخ نار، وضوء الزيت أنورُ من ضوء كل شيء غيره مما يُسْتَصْبَحُ به وأقل دخاناً، وأعني بالزيت زيت الزيتون، ولا سيما إذا كان في الزجاج. ولو علم الله عزّ وجلّ شيئاً أنورَ منه لضربه لنورة مثلاً؛ قال النابعة الجعديّ يصف امرأة:


(١) قارن بارشاد الساري ٩: ١٦٩.

<<  <   >  >>