للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عمروَ بنَ أميةَ الضمريَّ، وكتابه إلى المقوقس ملك مصر والإسكندرية، الذي أرسل به حَاطِبَ بنَ أبي بلتعةَ، إلى غير ذلك من الكُتُب التي بعث بها رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- من الملوك، وغيرهم.

وكان الهدفُ منها دعوةَ هؤلاء الناس إلى الله -تبارك وتعالى- وهذا أيضًا في الحقيقة بيانٌ لوظيفة النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- في البلاغ، وأنه كان يتحرَّى بدعوته الناس جميعًا.

وهذا من العلاقات الخارجية في الحقيقة للدولة الإسلامية.

ومن العلاقات أيضًا الخارجية للدولة الإسلامية العهود والمواثيق:

فالعهودُ والمواثيقُ نوعٌ من العلاقات الخارجية للدولة الإسلامية مع غيرها، فقد كانت تُعقد عهودٌ ومواثيقٌ في عهد النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- وما زال المسلمون -إلى يومنا هذا- يحتاجون إلى إجراء هذه العهود، وتِلْكُمُ المواثيقِ مع الدول الأخرى، والبلاد المختلفة.

وقد أجرى النبيُّ -صلى الله عليه وآله وسلم- صلحًا مع كفارِ قريشٍ، وقد سمَّى الحق -تبارك وتعالى- هذا الصلحَ فتحًا، كما في قول الله تعالى: {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا} (الفتح: ١) رغم أنَّ الناظرَ في بنود هذا الصلح قد يجدُ أنَّ فيه إجحافًا بالإسلام والمسلمين، ولم يرْضَهُ في أول الأمر بعضُ الصحابة، ولكنَّ النبيَّ -صلى الله عليه وآله وسلم- الذي كان يتبع الوحيَ، وكان مؤيدًا بتأييد الله -تبارك وتعالى- له، أجرى هذا الصلحَ وهو يعلم أن لهذا الصلحِ -الذي أجراه- ثمارًا جليلةً عظيمةً، فقد كان صلحُ الحديبية بمثابةِ النصر للدولةِ الإسلاميةِ، وانتشارِ الإسلام بشكلٍ أوسعَ في الجزيرة العربية وما حولها.

ومن أبرز نتائجه:

أن هذا الصلحَ كان مقدمةً بين يدي الفتح الأعظم الذي أعز اللهُ به رسولَه -صلى الله عليه وآله وسلم- وجندَه، وأيضًا من نتائجه: اعترافُ قريشٍ بمكانة المسلمين كفريق قوي، تُبرَمُ معه المعاهداتُ.

<<  <   >  >>