للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بسم الله الرحمن الرحيم

الدرس الثاني

(أثر الإسلام على الاقتصاد وكون الإسلام عقيدة وشريعة)

١ - أثر الإسلام في الاقتصاد

تعريف الاقتصاد وأساسه

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه، ومن اهتدى بهديهم إلى يوم الدين، وبعد:

فهذه هي المحاضرة الثالثة في سلسلة محاضراتنا في مادة طرق الدعوة ومَوْضُوعُ هَذَا اللقَاءِ يَنْدَرِجُ تَحْتَ الْعُنْوَانِ الْكَبِيرِ الَّذِي سَبَقَ أَنْ قُلْتُهُ؛ ألا وهو "الدعوة وصلتها بالحياة"، هذا هو العنوان الكبير للمحاضرات السابقة -الأولى والثانية- وهو -أيضًا- العنوان الكبير لموضوع هذا اللقاء؛ ألا وهو بعنوان "أثر الإسلام في الاقتصاد".

فمحاضرة اليوم عن أثر الإسلام في الاقتصاد، وهذه المحاضرة تشتمل على العناصر التالية:

العنصر الأول: تعريف الاقتصاد وأساسه، ويشتمل على النقاط التالية:

أ- تعريف الاقتصاد الإسلامي: عَرَّفَ الدكتور أحمد محمد صقر الاقتصاد الإسلامي بتعريف كبيرٍ واسع، وَهُوَ دَقِيقٌ أَيْضًا فِي نَفْسِ الْوَقْتِ قَالَ فِيهِ: هُوَ الْعِلْمُ الَّذِي يَبْحَثُ فِي كَيْفِيَّةِ إِدَارَةِ واستغلال الموارد الاقتصادية النادرة؛ لإنتاج أمثال ما يمكن إنتاجه من السلع والخدمات؛ لإشباع الحاجات الإنسانية من متطلباتها المادية، التي تتسم بالوَفْرَةِ والتنوع في ظل إطارٍ معينٍ من القيم الإسلامية والتقاليد والتَّطَلُّعَاتِ الْحَضَارِيَّةِ لِلْمُجْتَمَعِ.

وهو أيضًا العلم الذي يبحث في الطريقة التي يوزع بها هذا الناتج الاقتصادي بَيْنَ الْمُشْتَرِكِينَ فِي الْعَمَلِيَّةِ الإِنْتَاجِيَّةِ بِصُوَرةٍ مُبَاشِرَةٍ، وغير المشتركين بصورة مباشرةٍ أيضًا، في ظل الإطار الحضاري نفسه. هذا التعريف في الحقيقة تعريف يشمل أطراف الاقتصاد الإسلامي.

النقطة التالية في هذا الموضوع، وتحت هذا العنصر بعنوان "أساس النظام الإسلامي"، النظام الإسلامي يعتمد على أساسٍ كبير، هَذَا الْأَسَاسُ هُوَ الْعَقِيدَةُ الْإِسْلَامِيَّةُ؛ فَالْعَقِيدَةُ الْإٍسْلَامِيَّةُ هِيَ الْأَسَاسُ لِلنِّظَامِ الاقْتِصَادِيِّ الإِسْلَامِيّ، وهذه العقيدة تُبَيِّنُ عَلَاقَةَ الإنسان بالكون وبخالق الكون وبالغاية التي من أجلها خُلِقَ الإنسان، وتُفَصِّلُ -في الوقت ذاته- وسائل تحقيق هذه الغاية؛ فالإنسان في ضوء هذه العقيدة الحقَّةِ من مخلوقات الله، بَلْ وَمِنْ أَفْضَل تِلْكَ الْمَخْلُوقَاتِ، وَأَنَّ اللَّهَ -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- خَلَقَهُ لِعِبَادَتِهِ، وأعني بالعبادة: العبادة بمعناها الواسع، وأنه لا يبلغ الإنسان هذه الغاية إلا بالخضوع المطلق لله رب العالمين.

<<  <   >  >>