للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

منهج ابن تيمية وعقيدته

أنتقل بعد ذلك إلى منهج ابن تيمية وعقيدته، ويشتمل على النقاط التالية:

أ- بعض قواعد الاستدلال عند ابن تيمية -رحمه الله تبارك وتعالى-: لقد كان لشيخ الإسلام ابن تيمية قواعد مهمة سلكها وسار عليها وهذه القواعد ضبطت منهج الاستدلال عنده حتى أصبح -رحمه الله- متفقًا في المنهج والاعتقاد مع سلف هذه الأمة الصالحين من صحابة النبي الكريم -صلى الله عليه وآله وسلم ومن تبعهم بإحسان- وقد ذكر بعض أهل العلم بعض هذه القواعد وهي كما يلي: القاعدة الأولى: جمع النصوص في الباب الواحد، عند دراسة أي مسألة من مسائل العلم يجب أن تجمع أطراف الأدلة في المسألة المرادة لكي تتضح وتكتمل أجزائها، ولعل من أبرز أسباب انحراف المبتعدة في القديم والحديث أنهم يأخذون نصًّا ويدعون نصوصًا أخرى، فالخوارج مثلا: أخذوا نصوص الوعيد وأهملوا نصوص الوعد والمرجئة أخذوا نصوص الوعد وأهملوا نصوص الوعيد؛ ولهذا كان منهج أهل السنة: جمع النصوص كلها وتتبعها في الباب الواحد ليكمل بعضها بعضًا.

ولذلك لما استدل ابن مطهر الرافضي ببعض الآيات التي فيها نسبة الفعل للعبد وهو كان معتزليًّا يقول: بأن العبد يخلق فعل نفسه على منهج المعتزلة، وهذا مخالف لمنهج أهل السنة والجماعة، وابن المطهر الرافضي استدل على ذلك بقول الله تعالى أعني على معتقده وهي نسبة الفعل للعبد استدل عليها بقول الله مثلًا: {وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى} (النجم: ٣٧) وبقوله: {أَلاَّ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} (النجم: ٣٨) وبقوله: {ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} (النحل: ٣٢) ونحو ذلك من الآيات، قال ابن تيمية -رحمه الله- ردًّا عليه: الجواب من وجوه:

<<  <   >  >>