للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الركن الثاني من أركان الإسلام؛ الصلاة

أنتقل بعد ذلك إلى العنصر الثاني في هذا اللقاء، وهو بعنوان: الركن الثاني من أركان الإسلام: الصلاة.

تكلمت، أو انتهيت من الركن الأول بشقيه: شهادة ألا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- وأتناول بعد ذلك في هذا العنصر الركن الثاني، وهو الصلاة:

ويشتمل هذا العنصر على النقاط التالية: النقطة الأولى: منزلة الصلاة في الإسلام، الصلاة هي أهم وآكد الأركان بعد الشهادتين، إذ هي عمود الدين، وأول ما يحاسب عنه العبد يوم القيامة من عمله صلاته، فإن صلحت فقد أفلح وأنجح، وإن فسدت فقد خاب وخسر، وهي عبادة تؤدى في وقتها المحدد، قال تعالى: {إِنَّ الصَّلاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا} (النساء: من الآية: ١٠٣).

وأمرنا الله -تبارك وتعالى- بالمحافظة عليها، فقال: {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ} (البقرة: من الآية: ٢٣٨) وهذا يدل على أن من الواجبات أن نحافظ على هذه الصلوات حيث ينادى بها، وأن نعلم أن لها أوقاتًا معلومة تؤدى فيها، وقد توعد الله -سبحانه وتعالى- من يتهاون بها، ويؤخرها عن وقتها قال: {فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا} (مريم: ٥٩) وقال سبحانه: {فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ} (الماعون: ٤، ٥) فتأخير الصلاة عن وقتها هو من تضييعه وليس معنى أضاعوها تركوها؛ لأن الترك كفر -والعياذ بالله تبارك وتعالى.

والصلاة هي العلامة المميزة بين الإسلام، والكفر والشرك، وقد روى الإمام مسلم في صحيحه عن جابر بن عبد الله -رضي الله تعالى عنه- قال: ((سمعت رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- يقول: إن بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة)) وفي حديث بريدة

<<  <   >  >>