للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الأرض والسموات هذا هو الأصل الأول: التي تبنى عليه العبادات عند شيخ الإسلام ابن تيمية، ثم قال:

الأصل الثاني: أن نعبده بما أمرنا به على لسان رسوله -صلى الله عليه وآله وسلم- ولا نعبده ببدع لم يشرعها الله ولا رسوله -صلى الله عليه وآله وسلم- وهذا حق وكلام جميل من شيخ الإسلام -رحمه الله تبارك وتعالى- فالذي بين لنا الشرائع التي نزلت لنا من عند الله، والأحكام التي جاءتنا من عند الله إنما هو نبي الهدى الرحمة - صلوات الله وسلامه عليه- ولهذا يجب علينا أن نتبعه وحده، وأن يكون هو القدوة وحده -صلوات الله وسلامه عليه- والله -عز وجل- قد أمرنا في كتابه باتباع نبيه -صلى الله عليه وآله وسلم- فقال: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا} (الحشر: ٧).

هذا ملخص لمنهج الاستدلال عند شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله تبارك وتعالى- ومنهج الاستدلال عند شيخ الإسلام وذكري لهذه القواعد التي كانت عنده تبين سلامة المنهج الذي سلكه -رحمه الله- وسار عليه حتى وصل بذلك إلى الاقتداء بسنة سيد الأنبياء والمرسلين -صلوات الله وسلامه عليه- ولهذا أقول كلمة حق في هذا الإمام الجليل -رحمه الله- بأنه كان من أكثر الناس اتباعًا لسلف هذه الأمة الصالحين من الصحابة والتابعين ومن سلك مسلكهم وسار على طريقتهم إلى يوم الدين.

والسلام عليم ورحمة الله وبركاته.

٢ - تابع ترجمة الإمام ابن تيمية: وترجمة شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب

[تابع منهج ابن تيمية وعقيدته]

الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، والصلاة والسلام على خير الأنبياء وسيد المرسلين، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهديهم إلى يوم الدين، وبعد:

عنوان هذا اللقاء: تابع ترجمة الإمام ابن تيمية وترجمة شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب -رحم الله الجميع- وهذه المحاضرة تشتمل على العناصر التالية:

العنصر الأول: تابع منهج ابن تيمية وعقيدته، ويشتمل على النقاط التالية:

أ- العقل والنقل عند ابن تيمية:

في اللقاء الماضي تحدثت عن بعض قواعد الاستدلال عند شيخ الإسلام لأبين وأبرز عقيدته -رحمه الله تبارك وتعالى- وأنه كان متبعًا لسلف هذه الأمة، وأود -في بداية هذا اللقاء- أن أبين مكانة العقل والنقل عند شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- وقد ذكر ابن تيمية وجود تلازم وتوافق بين الأدلة الشرعية النقلية والأدلة العقلية، وقد بين ذلك في قوله: والقول كلما كان أفسد في الشرع كان أفسد العقل؛ فإن الحق لا يتناقض، والرسل إنما أخبرت بحق، والله فطر عباده على معرفة الحق، والرسل إنما بعثت لتكميل الفطرة لا لتغير الفطرة، قال الله تعالى: {سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَق} (فصلت: من الآية: ٥٣) فأخبر -

<<  <   >  >>