للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أردت -أبنائي الأعزاء- أن أشير إليه في هذا الموطن وأنا أختم الكلام عن الخلفاء الراشدين، لأهمية ذلك في مسائل الاعتقاد.

سعد بن معاذ -رضي الله تعالى عنه-

"سعد بن معاذ -رضي الله تعالى عنه-" ويشتمل هذا العنصر على النقاط التالية:

أ- التعريف به وذكر بعض مناقبه:

هو الصحابي الجليل سعد بن معاذ بن النعمان بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل السيد الكبير الشهيد أبو عمرو الأنصاري الأوسي الأشهلي البدري، الذي اهتز العرش لموته -رضي الله تعالى عنه- فعن عائشة -رضي الله تعالى عنها- قالت: كان في بني عبد الأشهل ثلاثة لم يكن أحد أفضل منهم؛ سعد بن معاذ، وأسيد بن حضير، وعباد بن بشر، قال المناوي: قال ابن القيم -رحمه الله- وهذه منقبة جليلة وكلمة عظيمة في هذا الإمام سعد بن معاذ -رضي الله عنه- قال ابن القيم: "كان سعد في الأنصار بمنزلة الصديق أبي بكر في المهاجرين -رضي الله عنهم جميعًا- لا تأخذه في الله لومة لائم، وختم له بالشهادة، وآثر رضا الله ورسول -صلى الله عليه وآله وسلم- على رضا قومه وحلفائه، ووافق حكمه حكم الله من فوق سبع سموات، ونعاه جبريل عليه السلام يوم موته، فحق له أن يهتز العرش له -رضي الله عنه.

ولقد كان -رضي الله عنه- سيدًا في قومه، وكان مشركًا وقتها، فلما أرسل الله النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- بعث رسول الهدى والرحمة مصعب بن عمير -رضي الله عنه- إلى المدينة النبويَّة سفيرًا للدعوة إلى الله -تبارك وتعالى- وهناك أسلم سعد على يديه، أسلم سعد -رضي الله عنه- على يد مصعب بن عمير -رضي الله تعالى عنهم جميعًا- فكان إسلامه فاتحة خير على المدينة كلها؛ لأن إسلامه كان سببًا في أن تشرق شمس الإسلام على المدينة كلها، ولما تحول الموقف يوم بدر من مجرد الحصول على العير -وهذا شيء عظيم لا بد أن أذكره عند حديثي عن النقطة التالية في هذا العنصر، وهي بعنوان:

مواقف من حياته وجهاده في الدعوة إلى الله تبارك وتعالى-:

عرفت قبل قليل بكلمة يسيرة، وقد ذكرت بعضًا من مناقب هذا الصحابي الجليل -رضي الله تعالى عنه- ألا وهو سعد بن معاذ، أود أن أشير أيضًا إشارة يسيرة بأن جهاده عظيم، أريد أن أشير إشارة عن مواقفه وجهاده في الدعوة إلى الله تبارك وتعالى.

ويظهر ذلك في يوم بدر، وذلك أن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- لما خرج من المدينة النبوية قاصدًا بدرًا أعلم الناس أنه يريد عير المشركين، وهذا ما كان قد خرج من أجله النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- ولكن تغير هذا الموقف بعد ذلك، ولم

<<  <   >  >>