للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الأمر كما قال عبد الله بن شداد -رضي الله تعالى عنه- فوالله ما قتلهم حتى قطعوا السبيل وسفكوا الدم الحرام، وذلك بقتلهم عبد الله بن خباب بن الأرت -رضي الله عنه- كما أنهم بقروا بطن سُرِّيته، وهذا في الحقيقة فعل شنيع باء به هؤلاء النفر من الخوارج.

ومن المعلوم -ولعلكم أبنائي الأعزاء تعرفون ذلك في شيء من مسائل العقائد والكلام عن الفرق والتيارات والمذاهب- أن أمير المؤمنين -رضي الله تعالى عنه- افترقت فيه الفرق واختلف فيه الناس، فطائفة غلت فيه -رضي الله تعالى عنه- حتى رفعوه إلى مرتبة عالية، وبعضهم تجاوز الأمر جدًّا، حتى زعم أن علي بن أبي طالب هو الإله، كما ذهب إلى ذلك الضال المضل المارق اليهودي عبد الله بن سبأ، عامله الله بما يستحق، ثم خلف بعد ذلك خلوف غلوا في علي بن أبي طالب، وزعموا أنه هو وصي رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- وأنه هو الخليفة من بعده ليس إلا، وأن خلافة غيره باطلة من الخلفاء الراشدين -رضي الله تعالى عنهم أجمعين.

وفي الحقيقة تكلموا بما يؤذي الصحابة كثيرًا، وهذا وقع من فرقة الروافض، وهذا أمر لا يرضاه الله ولا رسوله -صلى الله عليه وآله وسلم- ولا يرضاه الخليفة الراشد علي بن أبي طالب أيضًا -رضي الله تعالى عنه- لأنه من الوقافين عند حدود الله، الشاهد أن هؤلاء غلوا بما لا يليق في أمير المؤمنين، حيث زعموا أنه يعلم الغيب وما إلى ذلك من أمور لا تليق إلا بالله -عز وجل- كما أن هناك فرقة أخرى ناصبت أمير المؤمنين العداء، وخرجوا عليه وكفروه، وكلا الفرقتين باطلتين والعياذ بالله -تبارك وتعالى- والقول الحق هو قول أهل السنة والجماعة، هو أننا نعتقد في أن خلافته خلافة صحيحة راشدة، وأنه هو رابع الخلفاء الراشدين، وأن خلافة من قبله أيضًا خلافة راشدة صحيحة، جاءت وفق مراد الله -تبارك وتعالى- وأن ترتيب الخلفاء في الفضل كترتيبهم في الخلافة، ونحن نحبهم جميعًا، ولا نبرأ من أي واحد منهم بحال. وهذا هو معتقد أهل السنة والجماعة في صحابة رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم.

<<  <   >  >>