للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأيضًا فإن الجنس والقبيلة والسلالة لا يصلح واحد منها أن يكون أساسًا للمجتمع البشري؛ لأنه بطبيعته ضيق لا يمكنه أن يسعَ الناس جميعًا، فليس بمقدور أحد أن يكون من هذا الشَّعب أو القبيلة أو الجنس بعد أن خلقه الله من غيرها، وإنما الممكن المقدور للإنسان أن يعتنق العقيدة الإسلامية، فيكون من أعضاء المجتمع الإسلامي، ومن يرفض اعتناق هذه العقيدة فإن الإسلام والعقيدة الإسلامية والمجتمع الإسلامي لا يرفض قَبوله فيه إذا رغب هو في الانتماء إليه؛ بشرط إعلان ولائه له، وخضوعه لنظامه عن طريق عقد الذمة، وفي هذه الحالة سيجد غيرُ المسلم مكانًا أمينًا في هذا المجتمع الفكري، ويتمتع بحقوق العامة والخاصة، وبحماية تامة لنفسه وماله وعرضه.

وعلى هذا، فقول البعض: إن إقامة المجتمع على أساس العقيدة الإسلامية بغير اضطهاد غير المسلمين، وإكراههم على تبديل دينهم قولُ باطل هو من قبيل التشويش والتضليل والجهالة؛ لأن الإسلام يقرر: {لا إِكْرَاهَ فِي الدِّين} (البقرة: من الآية: ٢٥٦) والفقهاء يقررون قاعدةَ: "لهم ما لنا وعليهم ما علينا".

خَصائِصُ النِّظامِ الاجتماعيِّ في الإسلامِ

أنتقلُ بعد ذلك إلى العنصر الثاني من عناصر هذه المحاضرة، وهو بعنوان: خصائص النظام الاجتماعي في الإسلام، ويشتمل هذا العنصر على النقاط التالية:

أ- المعالم البارزة لخصائص النظام الاجتماعي:

بعد أن بينت أساس النظام الاجتماعي في الإسلام، وما يترتب على هذا الأساس، أود أن أبين هنا خصائص هذا النظام، أو معالمه البارزة، وهذا أمر مهم للغاية، والواقع أن خصائصه مشتقة من أساسه، أو قائمة عليه، وهي كثيرة، أهمها:

مراعاة الأخلاق، والالتزام بمعاني العدالة، والعناية بالأُسرة، وتحديد مركز المرأة في المجتمع، وتحميل الفرد مسئولية إصلاح المجتمع.

<<  <   >  >>