للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومن ثماره أيضًا: تَفَرَّغَ الرسولُ -صلى الله عليه وآله وسلم- لمخاطبة قادةِ بعضِ الدول -كما أشرت سابقًا: كقيصر، وكسرى، والنجاشي، وأمراء الأعراب، ودعوة هؤلاء جميعًا إلى الإسلام.

وكان من ثماره: تفرغ الرسول -صلى الله عليه وآله وسلم- لمحاربة اليهودِ، حيث خرج رسولُ الله -صلى الله عليه وآله وسلم- بعد نحوٍ من شهرينِ إلى غَزوةِ خَيبرَ.

وبهذا تتضحُ لنا أبرزُ المعالمِ للسياسةِ الخارجيةِ للدولةِ الإسلاميةِ.

خَصَائِصُ النِّظامِ السياسيِّ في الإسْلامِ

أَنْتَقِلُ بعد ذلك إلى العنصر الثالث في هذا اللقاء وهو بعنوان: خَصائِصُ النظام السياسي في الإسلام:

وهذا في الحقيقةِ عُنصرٌ مُهِمٌّ؛ لأنه يبين أيضًا مكانةَ هذا الدين، وكيف أن الإسلامَ سارَ بالمسلمين وسلكَ بهم مَسلكًا حسنًا، وأن نظامَه السياسي كغيرِه من الأنظمة هو أحدُ مفرداتِ منظومةِ دينِ الإسلامِ، كالتربية الإسلامية مثلًا، وما إلى ذلك.

وهذه الخصائصُ الخالدةُ التي جاء بها الإسلامُ تُبرِزُ دورَه في أنه دينٌ إلهيٌّ، جاء لِيُقَوِّمَ حياةَ الأفراد والمجتمعاتِ.

لهذا سأذكرُ هنا -إن شاء الله تبارك وتعالى- أهمَّ خصائصِ النظام السياسي في الإسلام؛ لنعرِفَ أيضًا عظمةَ هذا الدين، الذي جاء به النبيُّ الأمينُ -صلى الله عليه وآله وسلم.

أُولَى خصائصِ النظام السياسي في الإسلام: الربانيةُ:

وهذه الربانيةُ تتمثل في رَبانيةِ المصدر وربانية الوِجهةِ؛ أما ربانيةُ المصدِر: فلها ثمارٌ عديدةٌ، ومعنى ربانية: يعني: أن هذا النظام جاء من عند الرب الخالق -جل في علاه- الالتزامُ بما جاء من عند الله سبحانه له ثمارٌ عديدة، منها:

العِصمةُ من التناقض، وأيضًا: البراءةُ من التحيز والميل لمصلحة طائفة من البشر، أو بلد دون آخر، وأيضًا: الاحترامُ وسهولةُ الانقيادِ، وأيضًا: التحرُّرُ من عُبُودية الإنسانِ للإنسان، والعبوديةُ هي: الذلُّ والخضوعُ والانقيادُ، وقد انحرفتِ الأنظمةُ السياسيةُ الوضعيةٌ بتذليل

<<  <   >  >>