للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقد حدثنا -تبارك وتعالى- عن سعة علمه، وضرب لنا المثال، كما حدثنا عن عظيم قدرته، ولكننا لا نعلم الكيفية، فالتفويض الذي عليه السلف، إنما يكون في كيفية الصفات، لا في معاني الصفات، وبعض الذين يفوضون يظنون أن التفويض يكون في الصفات، وهذا ليس بصواب.

وأكتفي في حديثي عن هذا العنصر، بما ذكرت وخاصة فيما يتعلق بالإيمان بأسماء الله -تبارك وتعالى- وصفاته.

الركن الثاني من أركان الإيمان؛ الإيمان بالملائكة

ننتقل بعد ذلك إلى العنصر الثالث في هذا اللقاء، وهو بعنوان الركن الثاني من أركان الإيمان: الإيمان بالملائكة:

ويشتمل هذا العنصر على النقاط التالية:

النقطة الأولى وهي "أ" الملائكة عالم غيبي، يجب أن نؤمن به، الكون كله ينقسم إلى غيب وشهادة؛ فالغيب ما غاب من الموجودات، عن أعين الناظرين، والشهادة خلاف الغيب، وهو كل ما كان من الموجودات، أمام نظر الإنسان، يشاهده ويراه، أو كان بحيث يدركه بإحدى حواسّه، التي هي السمع والبصر، واللمس، والشم، والذوق، والإنسان بحكم طبيعة الحياة، مقدر له الإيمان بالغيب، مفروض عليه، لا يستطيع التخلص منه بحال اللهم إلا إذا سفه نفسه، وأراد التخلي عن كرامته الآدمية، وعن شرفه الإنساني؛ ليصبح بعد ذلك حيوانًا هابطًا لا خير فيه، أو آلة صماء لا وعي لها ولا إدراك، وذلك؛ لأن الإنسان كائن متحيز، متى وجد في مكان استحال عليه أن يوجد في مكان آخر، مع بقائه في مكانه الذي هو فيه.

ومن هنا ستصبح سائر الأمكنة التي تخلو منه، وهو بعيد عنها غيبًا له، وليست بشهادة عنه، ولا بد له من أن يؤمن بها، وبما فيها من أشياء، جواهر وأعراض، متى وجدت أثار تدل على ذلك، أو أخبار صادقة تنبئ به.

النقطة الثانية: في هذا العنصر وهي "ب" بعنوان: الأدلة على وجوب الإيمان بالملائكة:

الأدلة على وجود وجوب الإيمان بالملائكة كثيرة، وهي أخبار، وآثار والأخبار تنقسم إلى قسمين:

<<  <   >  >>