للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يجري فيها من بعثٍ وحسابٍ وجزاءٍ، ثم لا يصح شيءٌ من ذلك ولا يثبت، اللهم ما إن هذا باطلٌ لا يصح، ومحالٌ لا يقبل ولا يعقل.

إن حتمية الفناء ووجود معادٍ كامل، وحياة أفضل تحوي نعيم للمحسنين الذين آمنوا وعملوا الصالحات، وجحيمًا للمسيئين الذين أشركوا وعملوا السيئات ممّا أخبر الله تعالى به وقرره في كل كتبه، وعلى ألسنة جميع رسله حقٌّ واقعٌ لا محالة، والشك فيه ضرب من الهبوط الشخصي، والمرض العقلي والعياذ بالله -تبارك وتعالى- وعلى الذين ينكرون الميعاد أي يرجعوا من قريب، وليعلموا أنهم سيقفون بين رب العزة، والجلال -سبحانه وتعالى- ليجازيهم على أعمالهم إن خيرًا فخير، وإن شرًّا فشر.

ننتقل بعد ذلك إلى النقطة التي تلي هذه النقطة، وهي بعنوان: ذكر ما يكون في اليوم الآخر والأدلة عليه:

أود هنا أن أذكر بعض ما يكون في اليوم الآخر، وأذكر أيضًا الأدلة عليه؛ لأن القرآن الكريم أخبرنا عن مواقفٍ متعددةٍ ستكون في هذا اليوم، سأتحدث عنها -إن شاء الله- الآن تباعًا كما يلي:

أولًا: الحشر، ما هو الحشر؟ إن الحشر عبارة عن جمع الخلائق بعد بعثهم أحياءً في ساحةٍ واحدةٍ تُدعى عرصات القيامة، وذلك لفصل القضاء، وهو الحكم فيما بينهم من أجل مجازاتهم، فالناس إذا بُعثوا من قبورهم أحياء حفاةً عراةً غُرلًا، كما بدأ الله تعالى خلقهم أولًا يعيدهم ثانيًا، قال تعالى: {كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ} (الأنبياء: من الآية: ١٠٤).

وقال رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- كما في حديث الصحيحين: ((يُحشر الناس يوم القيامة حفاةً عراةً غرلًا قلتُ: يا رسول الله (والقائلة هي أم المؤمنين عائشة -رضي الله تعالى عنها) قلت يا رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-: النساء والرجال جميعًا ينظر بعضهم إلى بعض؟ قال -صلى الله عليه وآله وسلم-: يا عائشة الأمر أشد من أن ينظر بعضهم إلى بعض)).

<<  <   >  >>