للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المسلم بحاجة أخيه المسلم الجائع، والذي قد تمر عليه الأيام دون طعام، أو شراب كما يحصل الآن لبعض إخواننا في كثير من بقاع الأرض.

وشهر رمضان هو أفضل شهور العام، وقد أنزل الله -عز وجل- فيه القرآن: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ} (البقرة: من الآية: ١٨٥) وفيه ليلة خير من ألف شهر، قال تعالى: {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ} (القدر: ١: ٣) والصائم يغفر له ما تقدم من ذنبه إذا كان صومه إيمانًا واحتسابا كما صح من حديث أبي هريرة -رضي الله تعالى عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-: ((من صام رمضان إيمانًا واحتسابا؛ غفر له ما تقدم من ذنبه، ومن قام رمضان إيمانًا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه، ومن قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه)) والواجب على الصائم أن يحفظ صيامه باجتناب الغيبة، والنميمة، والكذب، والاستماع إلى الملاهي، والحذر من سائر المحرمات، ويسن له الإكثار من قراءة القرآن، ومن ذكر الله والصدقة، والاجتهاد في العبادة، وخاصة في العشر الأواخر.

قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله تبارك وتعالى-: إن صيام رمضان أحد أركان الإسلام، ومبانيه العظام، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} وقال النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- بني الإسلام على خمس: ((شهادة ألا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وحج البيت، وصوم رمضان)).

وأجمع المسلمون على فريضة صوم رمضان إجماعا قطعيًا معلومًا بالضرورة من دين الإسلام، فمن أنكر وجوبه فقد كفر فيستتاب، فإن تاب، وأقر بوجوبه، وإلا قتل

<<  <   >  >>