{وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ}(النساء: من الآية: ١٣١) وتقوى الله -سبحانه وتعالى- هي وصية الله سبحانه للأولين، والآخرين من بني آدم، قال الله جل ذكره:{وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ} وتقوى الله هي السبيل إلى جنة عرضها السماوات، والأرض فيها ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر.
كذلك أيضًا من الأمور المهمة التي تجب على من يريد الحج، وتجب أيضًا على العبد في كل أمر مما أمر الله به وجوب معرفة مناسك الحج أو العمرة، أو ما فرضه الله -سبحانه وتعالى- عليه، وأنا هنا أتحدث عن مناسك الحج، وقلت بأنني ما سأذكره نحتاج إليه في كل العبادات التي نقوم بأدائها لله -تبارك وتعالى- كون العبد يعرف كيف يعبد الله -تبارك وتعالى- أمر مهم للغاية، فيجب على كل مسلم أن يعرف كيف يعبد الله -تبارك وتعالى- وأن يتعلم هدي النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- في عبادته؛ لأن الأعمال كلها لا تقبل عند رب العزة والجلال إلا إذا كان العبد فيها موافقًا لهدي رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- وبهذا أكون قد انتهيت من أركان الإسلام.
وقبل أن أنتقل إلى العنصر الثاني في هذا اللقاء أود أن أشير إلى أن للإسلام ركائز أخرى -وإن لم تكن من الأركان- لكنها تعين على وجوده حيَّا مطبقًا في، واقع المسلمين، فيجب أيضًا على المسلم أن يعرف ذلك، وأن يتعلم من أمور دينه ما يقوم به لله -تبارك وتعالى- فمن الركائز التي يحتاج إليها المجتمع، وهي ليست من أركان الإسلام الخمس، إلا أنها مهمة وضرورية: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وقد وصف الله -سبحانه وتعالى- هذه الأمة بأنها خير أمة أخرجت للناس؛ لأنها تأمر بالمعروف، وتنهى عن المنكر، قال تعالى:{كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ}(آل عمران: من الآية: ١١٠).
قال بعض السلف: من أراد أن يكون من خير هذه الأمة، فليؤد شرطها: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فليؤدي شرط هذه الخيرية، وهو أن يأمر بالمعروف، وينهي عن المنكر، كذلك على العبد المسلم أن يجاهد بلسانه، وبنانه في سبيل الله -تبارك وتعالى- أن يبذل جهده في سبيل إعلاء دين الله -عز وجل- فيقول قول الحق، ويأمر بالمعروف، وينهي عن المنكر، ويجاهد في سبيل الله -عز وجل- لكي يقوم الإسلام، ولئلا يكون لأهل الضلال والباطل صولة على أهل الإيمان،