للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولذلك أثنى الله -عز وجل- على كتابه، وبَيَّنَ أنه كتاب الحق والصدق، شرَّع فيه الشرائع، وبين فيه العقائد، وأخبر أنه نزل من عنده -سبحانه وتعالى- قال -جل ذكره-: {يُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنذِرُوا أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ أَنَا فَاتَّقُونِ} (النحل: ٢).

ولقد حفظ الله كتابه من التغيير والتحريف والتبديل، وهذه منقبة عظيمة للقرآن الكريم، لم تنلها أي أمة من الأمم، فالكتب السابقة على القرآن الكريم حُرِّفت وغُيِّرت وبُدِّلَتْ، أما كتاب الله -تبارك وتعالى- فالأمر فيه ما قاله منزله سبحانه وتعالى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} (الحجر: ٩) وهو كتاب يشتمل على الذكر حقًّا، ولذلك أقول للمسلمين: عليكم بالاهتمام والعناية بكتاب الله -تبارك وتعالى- فهو والله، كتاب لم ينزل من عند رب العزة والجلال كتاب مثله بحال من الأحوال، فهو هدى للمتقين، وهو كتاب تقشعرّ منه جلود الذين يخشون ربهم، كما قال ربنا سبحانه: {اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ} (الزمر: ٢٣).

والله -عز وجل- قد أحكم آيات القرآن الكريم، وأشاد ربنا به في كتابه فقال: {كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ} (هود: ١) وأخبر -سبحانه وتعالى- أنه من عنده -جل ذكره- وأنه لو كان من عند غير الله لوجد الناس فيه اختلافًا كثيرًا، أما القرآن فهو من عند الله -تبارك وتعالى- الحكيم الخبير ولذلك أحكم الله آياته فلا تجد فيه تناقضًا أو تعارضًا بحال من الأحوال، ولذلك أوجه القول في نهاية هذا اللقاء لعموم المسلمين، فأقول: عليكم بكتاب الله -تبارك وتعالى- الزموا كتاب الله -عز وجل- قراءة وتأملًا وتدبرًا وعملًا بأحكام الله -تبارك وتعالى-

<<  <   >  >>