ما يقول هذا قائل بحال؛ لماذا؟ لأننا أضعف من خلق السموات والأرض، ولم نكن قبل أن نوجد شيئًا مذكورًا بل كنا عدمًا، وبالتالي لابد أن يكونَ من أوجدنا وخلقنا ولا يكون ألا أن نسلم لرب العزة والجلال -سبحانه وتعالى.
الأساس الثاني: أن الفعل مرآة لقدرة فاعله وبعض صفاته: هذا الكون الفسيح -هذا الكون الذي يحير الألباب إذا نظرت فيه- بنظامه وإتقانه، الله -عز وجل- خلق الكون وأحكم خلقه وصنعه -سبحانه وتعالى- {مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُت} هذا الكون بما فيه ألا يدل على قدرة من أوجده، وعلى قدرة الحكيم الخبير.
إن هذا الكون -يا أيها الناس- يشير إلى وجود الله -تبارك وتعالى-، وإلى أنه -سبحانه وتعالى- هو الخالق وحده، وبالتالي أنادي الجميع إلى أن يعبدوه وحده دون سواه.
أما الأساس الثالث الذي أبرهن به على وجود الله -تبارك وتعالى- ووحدانيته: هو أن فاقد الشيء لا يعطيه، فالبشر جميعًا، والناس جميعًا كانوا عدمًا، ولا يملكون شيئًا، والعدم لا يوجد نفسه فضلًا عن أن يوجد غيره، وبالتالي فكل ما في هذا الكون وما توصل إليه العلم الحديث اليوم يدعو إلى الإيمان بوجود الله تعالى، وبوحدانيته.
وأكتفي بهذا، وصلِّ اللَّهُمَّ، وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم. والسلام عليكم، ورحمة الله، وبركاته.