للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أنتقل إلى النقطة الثالثة في هذا العنصر، وهي:

جـ- بعنوان: دور المسجد لا يتعارض مع المؤسسات التربوية الأخرى:

وأقول هذا؛ حتى لا يظن ظان عندما تحدثت عن دور المسجد، وأنه هو المدرسة الأولى في الإسلام، أن هناك تعارضًا وتناقضًا أو انتقاصًا من دور الجامعات ومعاهد العلم والتعليم الأخرى، عندما تحدثت عن دور المسجد ومكانته، أو يظن ظان أن الدعوة إلى التعليم المسجدي الذي كان سائدًا في بعض المساجد الإسلامية ولا يزال سائدًا في بعضها الآخر حتى الآن، يتعارض أيضًا مع المؤسسات التربوية الأخرى، وتوضيح ذلك في كلمات أقول فيها:

إن المسجد رُوح قبل كل شيء، ومتى وجدت هذه الروح في الجامعات والمعاهد والمدارس في العالم الإسلامي، فهي قادرة - بحول الله وقوته- على أداء دورها في إحداث النهضة، وبث اليقظة، ومحاربة الانحراف الديني والخلقي والسياسي والتربوي، وغيرها من الانحرافات الأخرى في أوساط المسلمين، وعندما يصبح معلمو المدارس ومديروها والمشرفون عليها على درجة عليا من الخلق والاستقامة والكفاءة، فإنها سوف تؤدي رسالة المسجد على أفضل وجه، مهما كان نوع العلوم التي تدرس بها، سواء كانت هي من علوم الدين أو من علوم الدنيا.

فالعلم على كلٍّ هو أساس العملية التربوية، وفي حديث طويل عن عائشة -رضي الله تعالى عنها- قالت: قال رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-: ((إن الله تعالى لم يبعثنِ معنتًا ولا متعنتًا)) ((معنتا)): يعني: شقاءً على العباد. ((ولا متعنتا)): يعني: طالبًا العنت والمشقة عليهم، ولكن بعثني معلمًا ميسرًا.

والجامعات هي الأخرى مشتقة من الجامع؛ لأن الجامع في الإسلام هو المؤسسة الأولى للتربية والتعليم بعد دار الأرقم بن أبي الأرقم، وفيما سبق أشرت إلى دور المساجد الجامعة في الإسلام، في التربية والتعليم والتوجيه الديني والخلقي، وكيف كانت تلك الجوامع هي محور الحياة المدنية الإسلامية.

إذن، فالفارق بين المدرسة وبين المسجد، وبين الجامعة وبين الجامع، هو فارق في الشكل فقط، وإلا فالمدرسة في الإسلام مسجد، والمسجد في الإسلام مدرسة،

<<  <   >  >>