للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إن تنسيقًا ضروريًّا يجب أن يتم بين المؤسسات والشركات والمصانع؛ بل الحكومات وأساتذة الجامعات، يفضي إلى تعاون يحقق صالح المجتمعات الإسلامية، إن هذه المؤسسات لا بد أن ترصد في موازنتها مبالغ لتطوير إنتاجها نحو الأحسن، وإن هذه المبالغ ينبغي أن توجه إلى الجامعات، أو إلى أقسام علمية بعينها فيها؛ لتتم الدراسات والبحوث في هذا المجال الحيوي من قطاعات المجتمع نفسه، ولا يمكن للدول بحال أن تجد مثلَ أساتذة الجامعات في العلم والفقه والتصرف في الأمور، وبناء المجتمع، والتخطيط المستمر، وما إلى ذلك مما يحتاج إليه المجتمع.

ولذلك يجب على الدعاة أن يقوموا بأعمال كبيرة مع أساتذة الجامعات، وهذا ما سأبينه في النقطة التالية في هذا العنصر، وهي:

د- عمل الدعاة مع أساتذة الجامعات:

بعد أن بينت مكانة أساتذة الجامعات في المجتمع، أود هنا أن أوجه كلمة للدعاة إلى الله -تبارك وتعالى- فأقول:

إن رجال الجامعات -بحكم عملهم- ينتمون إلى العلم والفكر والبحث على أعلى المستويات، وإن للدعاة إلى الله معهم لعملًا جليلَ القدر، عظيمَ النفع، يتمثل فيما يلي:

أ- إقناعهم بضرورة الانتماء إلى الإسلام، لا الاكتفاء بانتمائهم للعلم وحده، فإذا كان أساتذة الجامعات مؤمنين بدين ومبدأ، وينتمون إلى هذا الدين وذاك المبدأ، فإن إخلاصهم للعلم والعمل سيكون أكبر وأحسن، وإن تفانيهم في خدمة دينهم عن طريق العلم وفي خدمة أوطانهم وأمتهم الإسلامية كلها، ستكون أكثر إثراءً للعمل والإنتاج، وسوف يسهمون بذلك في تقدم ونهضة ملحوظين.

وهذا هو أول أمر أوجه فيه الدعاة إلى الله -عز وجل- من عمل مع أساتذة الجامعات، إن الانتماء إلى دين الإسلام أمر مهم للغاية بين أساتذة الجامعات، ولا أعني انتماء باللسان فقط، وإنما أعني بذلك الانتماء الحقيقي الفعل، المبني على طاعة الله وطاعة كتابه، واتباع وطاعة رسول الهُدى والرحمة -صلوات الله وسلامه عليه.

<<  <   >  >>