للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

العدل في القول، وذلك كما جاء في قوله: {وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى} (الأنعام: من الآية: ١٥٢).

والعدل في الكتابة كما جاء في قوله: {وَلْيَكْتُبْ بَيْنَكُمْ كَاتِبٌ بِالْعَدْلِ} (البقرة: من الآية: ٢٨٢).

والعدل في الحكم: {وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ} (النساء: من الآية: ٥٨).

ومن هنا كان الحسابُ يوم القيامة -أيضًا- بالعدل؛ لأن اللهَ هو الحَكَمُ العَدْلُ، فلا تُظلم نفس شيئًا، قال تعالى: {وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ} (يونس: من الآية: ٥٤) وقال سبحانه: {وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ} (الأنبياء: من الآية: ٤٧).

وإذا نظرنا إلى هذه الآيات الناهية عن الظلم، تبين لنا أهمية العدل في الإسلام، حتى يمكن أن يُقال دون مبالغة: بأن الإسلام هو دين العدالة في كل شيء.

إن تأكيد الإسلام على معاني العدل، وضرورة الالتزام به والنهي عن الظلم وضرورة تجنبه تترتب عليه نتائج خطيرة، ذلك أن المجتمع الذي يشيع فيه العدل يحس أفراده بالاطمئنان على حقوقهم؛ لأن القانون يكون مع المحق وإن كان ضعيفًا، لا مع المبطل وإن كان قويًّا، وبعكس ذلك، إذا شاع الظلم ونَدُرَ العدل أحس الأفراد بالقلق الدائم على حقوقهم، وزال عنهم الاطمئنان والاستقرار، وكان ذلك إيذانًا بدمار هذا المجتمع.

وقد أشار الرسول الكريم -صلى الله عليه وآله وسلم- إلى أثر التفريط بالعدل، وكيف يؤدي بالأمة إلى الهلاك، وقد جاء في الحديث: ((إنما أُهلك الذين من قبلكم أنهم كانوا إذا سَرَقَ الشريف تركوه، وإذا سرق الضيعف أقاموا عليه الحدَّ، وأيم الله، لو أن فاطمةَ بنتَ محمدٍ سرقت لقطعت يدَها)).

<<  <   >  >>