للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والقرآن الكريم هو الدستور الشامل الجامع المنظم لشئون المسلمين في الدنيا والآخرة، مصداقًا لقول الله -جل ذكره-: {مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ} (الأنعام: من الآية: ٣٨) فهو الرسالة الإعلامية المقدسة، معجزة الإسلام الخالدة، والمصدر الأول للتشريع، وأهم عوامل نجاح الرسالة الإعلامية الإسلامية؛ ذلك أن القرآن الكريم يحوي كل ما يهم المسلمين ويرد على تساؤلاتهم، كما أنه ينظم للرسول -صلى الله عليه وآله وسلم- ولدعاة المسلمين من بعده أساليب الدعوة ومجالاتها وجماهيرها.

ولست هنا في معرض ذكر الميادين التي تناولها القرآن الكريم؛ ولكن رجل الإعلام الإسلامي سيجد فيه بغيته إذا أراد معالجة أي أمر من أمور المسلمين، فإذا كان -مثلًا- يعالج موضوع الجهاد في سبيل الله؛ فسيجد من آيات القرآن الكريم ما تعرضت له وحددت أصوله، وإذا أراد تناول قضية سياسية أو اجتماعية أو اقتصادية أو علمية؛ فسيجد هذا الكتاب قد تعرض لها بصورة واضحة ومحددة، فهو إذًا، له مكانة إعلامية عالية ورفيعة.

أما الحديث الشريف: فالأحاديث النبوية تلعب دورًا إعلاميًّا بارزًا في نشر الدعوة الإسلامية؛ وتتضح أهميتها الإعلامية في أنها جاءت في مجملها تأكيدًا وتفسيرًا للمعاني التي وردت في القرآن الكريم، وتتأكد القيمة الإعلامية الكبيرة للحديث النبوي الذي يتلوه المسلم في أنه جاء تبيانًا أو تخصيصًا لكثير من آيات القرآن الكريم التي جاءت مجملة أو مطلقة أو عامة.

فالقرآن الكريم -مثلًا- لم يبين تفاصيل الصلاة التي أمر الله بها مجملة، وجاء حديث النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- وفعله؛ فأوضح أوقاتها وكيفياتها، وحينما حرم القرآن الكريم الخمر؛ جاء الحديث الشريف فبين المراد بالخمر وما إلى ذلك.

<<  <   >  >>