للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وفي الجمعة أيضًا يسمعون من الخطيب الحكم والمواعظ والنصائح، التي تدعوهم إلى إصلاح أمورهم وأمور دينهم ودنياهم، ومن فوائد الجمعة أيضًا: أن الحاضرين يسمعون من الخطيب الحكم والمواعظ ويتعلمون تعليمًا ربما لا يتيسر لكثير منهم -خاصة أهل البوادي والقرى- ربما لا يتيسر لهم التعليم إلا في هذه الخطب واللقاءات، فإذا حضروا الجامع، سمعوا من الخطيب من العقائد الدينية والإرشادات السنية في شتى النواحي، من العبادات والأخلاق، كما يسمعون النهي والزواجر عن المنكرات والفواحش، وعن البدع والضلالات والعادات السيئة والأمراض الاجتماعية، وما عليه المسلمون اليوم من سائر الأقطار من عزة ورفعة، أو تفرق وتخاذل، إنما هو في الحقيقة بسبب عدم التعلم والإهمال في هذه الاجتماعات.

ولذلك على الخطيب أن يشخص الداء في خطبته، وأن يرشد إلى الدواء النافع بأسلوب حكيم وعبارات أخاذة جذابة؛ يستفيد منها المستمعون.

وصلاة الجمعة والجماعة من أكبر الشعائر الإسلامية، التي تعطي قوة التبشير بالإسلام للأمم الأخرى، وبيان ذلك كالتالي: إذا شاهد غير المسلم صلاة الجماعة والجمعة بهذا الاجتماع، وشاهد المسلمين حالة كونهم خاشعين ضارعين مستقبلين قبلة واحدة، مظهرين المساواة التامة، تاركين الفوارق العنصرية واللغوية والوطنية، ومتوجهين إلى رب البرية مستمعين إلى الإمام الخطيب، الذي يوجههم إلى الحق والخير- قد يدفعه ذلك إلى أن يدخل في دين الله -تبارك وتعالى- أو أن يتطلع إلى معرفة المحاسن التي اشتمل عليها الدين، وكيف أنه يفوق جميع الأديان من خلال هذه الشعائر.

وهذا يبين لنا شيئًا من أهمية الجمعة والجماعة، وقد يجيب على سؤال: لماذا شرع الشارع الحكيم وفرض علينا هذه الصلاة في الجماعة؟

<<  <   >  >>