للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يكتبون الداخل على حسب الوقت الذي جاء فيه، فإذا صعد الخطيب على المنبر؛ طوت الملائكة الصحف التي يسجلون فيها الأسماء وانصرفوا يستمعون إلى خطبة الجمعة.

ويتوقف نجاح الخطبة الدينية على ما يلي:

١ - حسن اختيار موضوع الخطبة، بما يجعلها تمس بشكل مباشر مشاكل الجماهير، وتعالج قضاياهم الحاضرة، وتخوض في أحوالهم وشئونهم المعاصرة، وتحديد وقت زمني ملائم لكل خطبة أمر مهم وضروري؛ لأنه يبعد عن الملل، كذلك أيضًا الابتعاد قدر الإمكان عن الخوض في حوادث وقضايا قديمة لم يعد لها وجود بين الناس، في حين أن عصرنا الحاضر يعج بمشاكل أو يفجر قضايا تهز المجتمعات هزًّا عنيفًا، ولا يجد الناس تبريرًا لها في انتظار أن يقول الدين كلمته الحاسمة، لشفاء أمراض قلوبهم، والقضاء على الحيرة والشك المسيطريْن على عقولهم.

على أن يدعم الخطيب أقواله بالآيات البينات والأحاديث النبوية الصادقة، والمواقف الخالدة لرسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- التي تتلاءم مع موضوع الخطبة، دون إقحام آيات لا تربطها علاقة مباشرة بموضوع الخطبة؛ ذلك أن الآية القرآنية، والحديث الشريف الصحيح، والموقف الخالد للرسول -صلى الله عليه وآله وسلم- أو لأحد صحابته، إذا أحسن الخطيب اختياره، وتم وضعه في مكانه المناسب؛ سوف يدعم وجه نظر الخطيب، ويعطي خطبته قوة وتأثيرًا يسري كالسحر في النفوس.

٢ - البعد عن السجع المتكلف والمحسنات المرذولة، والألفاظ المبتذلة الجوفاء، وعدم الإكثار من المجازات والاستعارات، التي كثيرًا ما تخفي المعاني وتطمس

<<  <   >  >>