للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فقال له الغلام: أتدري ما هذا؟ فقال أبو بكر: ما هو؟ قال: كنت قد تكهنت لإنسان في الجاهلية، وما أحسن الكهانة إلا أني خدعته فأعطاني بذلك، فهذا الذي أكلت منه، فأدخل الصديق -رضي الله عنه- أدخل أبو بكر يده فقاء كل شيء في بطنه. وهذا موقف فعلًا يعجز الإنسان عن وصفه وتأمل حاله، لشدة الورع التي كان عليها -رضي الله تعالى عنه.

ب- مواقف من حياته، وجهاده في الدعوة -رضي الله تعالى عنه-:

الصديق -رضي الله تعالى عنه- أولًا من الذين استجابوا لله وللرسول -صلى الله عليه وآله وسلم- استجابوا له مجاهدًا في سبيل الله، استجابوا له منفقًا في سبيل الله، استجابوا له في نشر دعوة الله -تبارك وتعالى- ولذلك جاء -كما ذكر البخاري ومسلم رحمهما الله تعالى- عن أم المؤمنين عائشة -رضي الله تعالى عنها- في قول الله -جل ذكره-: {الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيم} (آل عمران: ١٧٢) قالت أم المؤمنين -رضي الله عنها- لعروة: يا ابن أختي! كان أبواك منهم؛ الزبير وأبو بكر، وذلك لما أصاب رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- ما أصاب يوم أحد، وانصرف عنه المشركون، خاف أن يرجعوا، قال: من يذهب في إثرهم فانتدب منهم سبعون رجلًا كان فيهم أبو بكر والزبير.

وقال الإمام ابن القيم -رحمه الله وتعالى-: وثبت أبو بكر -رضي الله عنه- ثبوت الجبال يوم أحد حول رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- يدافع، وبعث رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- سرية إلى بني فزارة سنة سبع للهجرة بقيادة أبي بكر -رضي الله عنه- فوردت الماء وغنمت وسبت، وعادت سالمة. وفي غزوة تبوك كان راية المسلمين بيد أبي بكر الصديق -رضي الله تعالى عنه- ويوم حنين أعجب المسلمون بكثرتهم فلم تغنهم شيئًا وولوا مدبرين بعد أن كمن لهم أعداء الله في شعاب الوادي، وكان أول من ثبت حول رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- أبو بكر الصديق -رضي الله تعالى عنه.

<<  <   >  >>