للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وها هي كلمات عن مناقبه -رضي الله عنه- فعن أبي هريرة -رضي الله عنه-: ((أن رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- كان على حراء هو وأبو بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير، فتحركت الصخرة، فقال رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-: اهدأ، فما عليك إلا نبي أو صديق أو شهيد)).

وعن علي -رضي الله عنه- قال: ((بعثني رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- إلى اليمن، فقلت: يا رسول الله! -صلى الله عليه وآله وسلم- إنك تبعثني إلى قوم هم أسن مني لأقضي بينهم، قال: اذهب فإن الله تعالى سيثبت لسانك ويهدي قلبك)). وقال -صلى الله عليه وآله وسلم- في الحديث المعروف المشهور: ((أبو بكر في الجنة، وعمر في الجنة، وعثمان في الجنة، وعلي في الجنة، وطلحة في الجنة، والزبير في الجنة، وعبد الرحمن بن عوف في الجنة، وسعد بن أبي وقاص في الجنة، وسعيد بن زيد في الجنة، وأبو عبيدة بن الجراح في الجنة)). فقد ذكر هنا أمير المؤمنين -رضي الله عنه- مع من ذكروا بأنهم في الجنة.

وها هو موقف جليل عظيم أيضًا يعد من المناقب العالية لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب -رضي الله تعالى عنه- هذا الموقف هو أنه نام على فراش النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- ليفديَه بنفسه،، وذلك لما اجتمع شياطين قريش في دار الندوة في يوم الزحمة، وجاء الشيطان إليهم، وقال لهم بعد أن تبدى لهم في صورة شيخ نجدي، أرى أن تأخذوا من كل قبيلة فتىً شابًّا جليدًا نسيبًا وسيطًا، ثم تعطوا كل فتى منهم سيفًا صارمًا، ثم ليعمدوا إلى النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- فيضربوه ضربة رجل واحد فيقتلوه، وبالتالي يستريحوا بعد ذلك، وإذا فعلوا هذا، بمعنى إذا جمعوا من كل قبيلة رجلاً، وقام هؤلاء بضربه ضربة رجل واحد تفرق دم النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- في القبائل جميعها، ولم يقدر بذلك بنو عبد مناف على حرب قومهم جميعًا، وبالتالي سيرضون بالدية ويسلمون بهذا الأمر، هذا حدث في الاجتماع الذي تم في دار الندوة، وقد حضره الشيطان اللعين في صورة شيخ نجدي، وقد قرروا هذا القرار، ألا وهو قتل النبي المصطفى المختار -صلى الله عليه وآله وسلم- وبعد قرارهم تفرقوا وهم مجمعون له، فأتى جبريل إلى رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- وقال له: لا تبت هذه الليلة على فراشك الذي كنت تبيت عليه، فلما كانت عتمة من

<<  <   >  >>