للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الالتزام بالسنة وتجنب أنواع البدع كلها ويحذرون من الأحاديث الضعيفة والموضوعة؛ لأن خطورة هذا النوع من الحديث كبير جدًّا على الأمة ولا بد من التحري في الحديث المنسوب إلى النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- في جميع المجالات، وأكثر ما يجب أن يهتم بهم في ذلك مسائل العقائد والأحكام.

وهم -مع كل ذلك- يدعون إلى الجهاد في سبيل الله تعالى، ويرون أن الجهاد من أفضل الأعمال، وأنه ماضٍ إلى يوم القيامة؛ لإعلاء كلمة الله تعالى، ودفع الفساد من الأرض، وهم يسعون إلى تطبيق النظام الشرعي وذلك بالسعي لتأصيله وإقراره في جميع مجالات الحياة الشخصية أو الاجتماعية أو السياسية أو الاقتصادية وما إلى ذلك بالطرق المشروعة.

ويعتقد أهل الحديث: أنه بتحقيق التوحيد الخالص لله رب العالمين وبالعمل الموافق لسنة النبي الأمين -صلى الله عليه وآله وسلم- وهديه يتحقق النصر والتمكين؛ فهما شرطا قبول الأعمال، وهما أيضًا شرطا النصر والتمكين وعودة الخلافة الإسلامية، حسب الوعد الإلهي: قال تعالى: {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا} (النور: من الآية: ٥٥).

ولذلك فهم يَسْعَوْنَ بالدعوة بالوسائل الشرعية على أساس تصفية التوحيد من البدع والانحرافات العقدية والسلوكية، وتصفية الأحاديث من الموضوعات وتربية الأمة على ذلك، كما أنهم يحاربون الفرق الضالة المنحرفة الخارجة على أهل السنة والجماعة: كالرافضة والقاديانية والبرلوية والبابية والبهائية وغيرها، ويتصدون لحملات الأذكار الهدامة المعاصرة المعادية للإسلام: كالعلمانية والرأسمالية والشيوعية والاشتراكية وغيرها؛ وذلك باتخاذ كل الوسائل المشروعة.

<<  <   >  >>