للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الشيخ أحمد الطاهر أول قاضي قضاة سوداني والأستاذ أحمد حامد مفتش أول مركز أم درمان، وبعد ذلك تقدموا بطلب إلى مفتش الحكومة البريطانية بأم درمان لتقنين الهيئة حتى تصير هيئة شرعية، ويقيموا مركزًا عامًّا ولجانًا فرعية.

وفعلًا تم التصديق لهم في عام ألف وثلاثمائة وسبعة وستين من الهجرة النبوية؛ فبدأت اللجان، وتوطدت عندئذٍ علاقتهم مع المركز العام بمصر وأصبح بينهم زيارة متبادلة، يقول الأستاذ يحيي محمد عبد القادر عن جماعة أنصار السنة المحمدية بالسودان، نقلًا عن مجلة (الهدي النبوي): أنشئت هذه الجماعة في عام ألف وتسعمائة وتسعة وثلاثين ميلادية وكان من كبار مؤسيسها حضرات السادة: طه الكردي وعبد الله حمد ومحجوب مختار وخليل صالح داود وعبد الحليم العتباني ومصطفى الغول والفاضل التقلاوي وآخرون.

وقد صار جدل كثير في السودان حول هذه الجماعة وتصدت لمحاربتها بعض الطوائف الدينية كالختمية والتيجانية، وقد استغلوا عواطف الجمهور -وبخاصة فيما يتصل بإنكار الجماعة للوسيلة- لأن هؤلاء المتصوفة معلوم عنهم أنهم يشجعون هذه البدع والخرافات؛ وبالتالي يتصدون ويقفون لكل من يدعو إلى الله -تبارك وتعالى- وإلى هدي النبي -صلى الله عليه وآله وسلم؛ لأن في ذلك مخالفة واضحة لما هم عليه من بدع وضلالات.

أود بعد ذلك هنا أن أذكر وأشير، وأن أتحدث عن نشأة جماعة أنصار السنة في السودان، أن أذكر أبرز علماء هذه الجماعة، وقد أشرت سابقًا إلى أسماء بعض العلماء الذين ساهموا في تأسيسها، وأود أن أذكر بعض العلماء الآخرين ممن لهم دور بارز في هذه الجماعة، ومنهم فضيلة الشيخ أبو زيد محمد حمزة التي تلقى الدعوة على يد الشيخ حامد الفقي، مؤسس الجماعة في مصر، وعلى أيدي علماء الجماعة، وقد ظل بمصر حتى وفاة الشيخ الفقي -رحمه الله- فعاد إلى السودان، وأخذ ينشر الدعوة في مدينته "وادي حلفا" والمناطق المجاورة لها.

وكان للمرأة من دروسه نصيبًا؛ حيث خصص لها أماكن خاصة في دروسه؛ فالتف الناس حوله، وزاد أتباعه مما أثار أتباع الطريقة الختمية وفي سنة ألف وتسعمائة

<<  <   >  >>