الدين كامل لا يحتاج معه إلى غيره، هذا فقه من فقه شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- هو أنه بين أن أصول الدين وفروعه بينها رب العالمين في كتابه وعلى لسان رسوله -صلى الله عليه وآله وسلم- والله قد أكمل لنا الدين وأتم علينا النعمة. والقرآن والسنة مليئان بما يحتاج إليه العباد ولا يعني: ذلك أن في القرآن الكريم والسنة المطهرة النص على كل جزئية من الجزئيات التي يحتاج إليها الناس ولكن الله -تبارك وتعالى- أتى بالكليات العامة الجامعة والقواعد الكلية التي بينت ووضحت ما يحتاج الناس إليه، أما جزئيات المسائل فعلى أهل الحل والعقد والعلم والمعرفة وعلى الذين تبحروا في العلوم الشرعية أن يجتهدوا بعد ذلك في المسائل الجزئية.
القاعدة الرابعة -من قواعد منهج الاستلال عند شيخ الإسلام رحمه الله-: الموازنة بين المصالح والمفاسد: قال ابن تيمية -رحمه الله- فالأقل ظلمًا ينبغي أن يعاون على الأكثر ظلمًا فإن الشريعة مبناها على تحصيل المصالح وتكميلها، يقول: ابن تيمية -رحمه الله- فالأقل ظلمًا ينبغي أن يعاون على الأكثر ظلمًا، فإن الشريعة مبناها على تحصيل المصالح وتكميلها وتعطيل المفاسد وتقليلها بحسب الإمكان ومعرفة خير الخيرين وشر الشرين؛ حتى يقدم عند التزاحم خير الخيرين ويدفع شر الشرين. وقال أيضًا: الصواب الذي مصلحته أعظم هو خير وأفضل من الصواب الذي مصلحته أقل، وقال أيضًا: ومما ينبغي أن يعلم: أن الله تعالى بعث الرسل وأنزل الكتب ليكون الناس على غاية ما يمكن من الصلاح، لا لرفع الفساد بالكلية، فإن هذا ممتنع في الطبيعة الإنسانية إذ لا بد فيها من فساد.
القاعدة الخامسة: الفتنة من صوارف الاهتداء بالحق، يعني: أن الفتنة سبب من أسباب أن ينصرف الإنسان عن الحق. وفي ذلك يقول: الإمام ابن تيمية -رحمه الله- وذلك أن الله تعالى بعث محمدًا -صلى الله عليه وآله وسلم- بالهدى ودين الحق، فبالهدى يعرف