للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وبعد هذا التقرير الذي تحدث عنه شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- وبين فيه وجود تلازم بين العقل والنقل يرد ابن تيمية بعد ذلك على المعتزلة ومن نحى نحوهم، الذين أحدثوا ذلك الانفصام المفتعل بين العقل والنقل وبين -رحمه الله- أن النقل الصريح لا يعارض العقل الصريح أبدًًا، وفي ذلك يقول: وكثير من الناس يفهمون من القرآن ما لا يدل عليه، وهو معنى فاسد ويجعلون ذلك يعارض العقل، وقد بينا في مصنف مفرد "درء تعارض العقل والنقل" -وهو بحمد الله مطبوع عليه تحقيق للدكتور محمد رشاد سالم- ثم يقول: ابن تيمية عن هذا الكتاب: وذكرنا فيه عامة ما يذكرون من العقليات في معارضة الكتاب والسنة، وبينا أن التعارض لا يقع إلا إذا ما كان ما سمي معقولًا فاسدًا، وهذا هو الغالب على كلام أهل البدع، أو أن يكون ما أضيف إلى الشرع ليس منه، إما حديث موضوع وإما فهم فاسد من نص لا يدل عليه، وإما نقل إجماع باطل، وهذه كلمات في غاية من السداد من شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله تبارك وتعالى.

ويطول الحديث أيضًًا عن ذكر كلامه في هذا الباب، وعن ذكر اضطراب أصحاب العقول الذين أعرضوا عن الشرع واستخدموا عقولهم في مواجهة الشرع، كالفلاسفة والمعتزلة وسائر المتكلمين الذين أدخلوا في دين الله تبارك وتعالى معقولًا ليس بصحيح يخالف صحيح وصريح ما جاء في كتاب الله وعلى لسان رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم.

ب- عقيدته في أسماء الله وصفاته:

يطول الحديث في ذلك، ولقد تحدثت في المستوى الثالث، والرابع لطلاب الجامعة عن موقف أهل السنة والجماعة في أسماء الله وصفاته، وكان معظم حديثي موضحًا مبينًا من كلمات شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- ولكني هنا أود إكمالًا للبحث وتتميمًا للفائدة أن أشير إلى عقيدته -رحمه الله- في أسماء الله وصفاته.

عقيدة ابن تيمية في أسماء الله وصفاته هي عقيدة سلف هذه الأمة، فهو -رحمه الله- كان يثبت لله -تبارك وتعالى- كل ما أثبته الله -عز وجل- لنفسه في كتابه، أو صح به الخبر على لسان رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- من أسماء الله الحسنى وصفات الله -تبارك وتعالى- العلا.

<<  <   >  >>