حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرِو بْنُ حَمْدَانَ، ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، ثَنَا عَلِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ الْعَطَّارُ، وَالْحَسَنُ الْبَزَّازُ، قَالَا: ثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْحُنَيْنِيُّ، ثَنَا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: قَالَ لَنَا عُمَرُ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ: أَتُحِبُّونَ أَنْ أُعْلِمَكُمْ أَوَّلَ إِسْلَامِي؟ قُلْنَا: نَعَمْ، قَالَ: كُنْتُ مِنْ أَشَدِّ النَّاسِ عَدَاوَةً إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي دَارٍ عِنْدَ الصَّفَا، فَجَلَسْتُ بَيْنَ يَدَيْهِ فَأَخَذَ بِمَجْمَعِ قَمِيصِي ثُمَّ قَالَ: «أَسْلِمْ يَا ابْنَ الْخَطَّابِ، اللهُمَّ اهْدِهِ»، قَالَ: فَقُلْتُ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ اللهِ، قَالَ: فَكَبَّرَ الْمُسْلِمُونَ تَكْبِيرَةً سُمِعَتْ فِي طُرُقِ مَكَّةَ، قَالَ: وَقَدْ كَانُوا مُسْتَخْفِينَ، وَكَانَ الرَّجُلُ إِذَا أَسْلَمَ تَعَلَّقَ الرِّجَالُ بِهِ فَيَضْرِبُونَهُ وَيَضْرِبُهُمْ، فَجِئْتُ إِلَى خَالِي فَأَعْلَمْتُهُ، فَدَخَلَ الْبَيْتَ وَأَجَافَ الْبَابَ، قَالَ: وَذَهَبْتُ إِلَى رَجُلٍ مِنْ كِبَارِ قُرَيْشٍ فَأَعْلَمْتُهُ فَدَخَلَ الْبَيْتَ، فَقُلْتُ فِي نَفْسِي: مَا هَذَا بِشَيْءٍ، النَّاسُ يُضْرَبُونَ وَأَنَا لَا يَضْرِبُنِي أَحَدٌ، فَقَالَ رَجُلٌ: أَتُحِبُّ أَنْ يُعْلَمَ بِإِسْلَامِكَ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: إِذَا جَلَسَ النَّاسُ فِي الْحِجْرِ فَائْتِ فُلَانًا وَقُلْ لَهُ: صَبَوْتُ، فَإِنَّهُ قَلَّ مَا يَكْتُمُ سِرًّا، فَجِئْتُهُ فَقُلْتُ: تَعْلَمُ أَنِّي قَدْ صَبَوْتُ؟ فَنَادَى بِأَعْلَى صَوْتِهِ إِنَّ ابْنَ الْخَطَّابِ قَدْ صَبَأَ، فَمَا زَالُوا يَضْرِبُونَنِي وَأَضْرِبُهُمْ، فَقَالَ خَالِي: يَا قَوْمُ إِنِّي قَدْ أَجَرْتُ ابْنَ أُخْتِي، فَلَا يَمَسَّهُ أَحَدٌ، فَانْكَشَفُوا عَنِّي، فَكُنْتُ لَا أَشَاءُ أَنْ أَرَى أَحَدًا مِنَ الْمُسْلِمِينَ يُضْرَبُ إِلَّا رَأَيْتُهُ فَقُلْتُ: النَّاسُ يُضْرَبُونَ وَلَا أُضْرَبُ، فَلَمَّا جَلَسَ النَّاسُ فِي الْحِجْرِ أَتَيْتُ خَالِي، قَالَ: قُلْتُ: تَسْمَعُ؟ قَالَ: مَا أَسْمَعُ؟ قُلْتُ: جِوَارُكَ رَدٌّ عَلَيْكَ، قَالَ: لَا تَفْعَلْ، قَالَ: فَأَبَيْتُ، قَالَ: فَمَا شِئْتَ، قَالَ: فَمَا زِلْتُ أَضْرِبُ وَأُضْرَبُ حَتَّى أَظْهَرَ اللهُ تَعَالَى الْإِسْلَامَ " قَالَ الشَّيْخُ رَحِمَهُ اللهُ: كَانَ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ مُخَصَّصًا بِالسَّكِينَةِ فِي ⦗٤٢⦘ الْإِنْطَاقِ، وَمُحَرَّزًا مِنَ الْقَطِيعَةِ وَالْفِرَاقِ، وَمُشْهَرًا فِي الْأَحْكَامِ بِالْإِصَابَةِ وَالْوِفَاقِ. وَقَدْ قِيلَ: إِنَّ التَّصَوُّفَ الْمُوَافَقَةُ لِلْحَقِّ، وَالْمُفَارَقَةُ لِلْخَلْقِ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute