أَفْلَحَ بْنَ كَثِيرٍ قَالَ: كَانَ ابْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ لَا يَرُدُّ سَائِلًا حَتَّى إِنَّ الْمَجْذُومَ لَيَأْكُلُ مَعَهُ فِي صَحْنِهِ، وَإِنَّ أَصَابِعَهُ لَتَقْطُرُ دَمًا.
حَدَّثَنَا أَبِي، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ، ثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي أَبُو لَهِيعَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُغِيرَةِ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَدِيٍّ - وَكَانَ مَوْلًى لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قَدِمَ مِنَ الْعِرَاقِ فَجَاءَهُ يُسَلِّمُ عَلَيْهِ - فَقَالَ: أَهْدَيْتُ إِلَيْكَ هَدِيَّةً، قَالَ: وَمَا هِيَ؟ قَالَ: جَوَارِشُ، قَالَ: وَمَا جَوَارِشُ؟ قَالَ: تَهْضِمُ الطَّعَامَ، فَقَالَ: فَمَا مَلَأْتُ بَطْنِي طَعَامًا مُنْذُ أَرْبَعِينَ سَنَةً، فَمَا أَصْنَعُ بِهِ.
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا مَنْصُورٌ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ أَنَّ رَجُلًا قَالَ لِابْنِ عُمَرَ: أَجْعَلُ لَكَ جَوَارِشَ؟ قَالَ: وَأَيُّ شَيْءٍ الْجَوَارِشُ؟ قَالَ: شَيْءٌ إِذَا كَظَّكَ الطَّعَامُ فَأَصَبْتَ مِنْهُ سَهُلَ عَلَيْكَ، قَالَ: فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: مَا شَبِعْتُ مِنَ الطَّعَامِ مُنْذُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ، وَمَا ذَاكَ أَنْ لَا أَكُونَ لَهُ وَاجِدًا، وَلَكِنِّي عَهِدْتُ قَوْمًا يَشْبَعُونَ مَرَّةً وَيَجُوعُونَ مَرَّةً.
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ مَالِكٍ، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، ثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، ثَنَا مَالِكٌ - يَعْنِي ابْنَ مِغْوَلٍ - عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ: أَنَّهُ أُتِيَ بِشَيْءٍ يُقَالُ لَهُ الْكَبَرُ، قَالَ: مَا نَصْنَعُ بِهَذَا؟ قَالَ: إِنَّهُ يُمْرِيكَ، قَالَ: إِنَّهُ لَيَمُرُّ بِيَ الشَّهْرُ مَا أَشْبَعُ إِلَّا الشَّبْعَةَ أَوِ الشَّبْعَتَيْنِ.
[خبر إبله التي استاقها أصحاب نجدة الحروري]
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، ثَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ، ثَنَا جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ، ثَنَا مَيْمُونُ بْنُ مِهْرَانَ، قَالَ: مَرَّ أَصْحَابُ نَجْدَةَ الْحَرُورِيِّ عَلَى إِبِلٍ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ فَاسْتَاقُوهَا، فَجَاءَ رَاعِيهَا، فَقَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ احْتَسِبِ الْإِبِلَ، قَالَ: وَمَا لَهَا؟ قَالَ: مَرَّ بِهَا أَصْحَابُ نَجْدَةَ فَذَهَبُوا بِهَا، قَالَ: كَيْفَ ذَهَبُوا بِالْإِبِلِ وَتَرَكُوكَ؟ قَالَ: قَدْ كَانُوا ذَهَبُوا بِي مَعَهَا وَلَكِنِّي انْفَلَتُّ مِنْهُمْ، قَالَ: مَا حَمَلَكَ عَلَى أَنْ تَرَكْتَهُمْ وَجِئْتَنِي؟ قَالَ: أَنْتَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْهُمْ، قَالَ: آللَّهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَأَنَا أَحَبُّ إِلَيْكَ مِنْهُمْ؟ قَالَ: فَحَلَفَ لَهُ، قَالَ: فَإِنِّي أَحْتَسِبُكَ مَعَهَا، فَأَعْتَقَهُ، فَمَكَثَ مَا مَكَثَ ثُمَّ أَتَاهُ آتٍ فَقَالَ:
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute