كتاب حلية الأولياء وطبقات الأصفياء - ط السعادة

[ذكر طوائف من جماهير النساك والعباد] - يوسف بن أسباط ومنهم ذو الجد والنشاط والمستبق إلى الصراط , يوسف بن أسباط كان العلم والخوف شعاره والتخلي من فضول الدنيا دثاره. وقيل: إن التصوف التحلي للتراقي والتخلي للتلاقي - ج: 8 - ص: 238

حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ الْهَجَرِيُّ، بِالْأَيْلَةِ , ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ خُبَيْقٍ، قَالَ: قَالَ لِي يُوسُفُ بْنُ أَسْبَاطٍ: «عَجِبْتُ كَيْفَ تَنَامُ عَيْنٌ مَعَ الْمَخَافَةِ، أَوْ يَعْقِلُ قَلْبٌ مَعَ الْيَقِينَ بِالْمُحَاسَبَةِ، مَنْ عَرَفَ وُجُوبَ حَقِّ اللهِ عَلَى عِبَادِهِ لَمْ تَسْتَحِلَّ عَيْنَاهُ أَحَدًا بِإِعْطَاءِ الْمَجْهُوَدِ مِنْ نَفْسِهِ , خَلَقَ اللهُ الْقُلُوبَ مَسَاكِنَ لِلذَّكَرِ فَصَارَتْ لِلشَّهَوَاتِ , الشَّهَوَاتُ مَفْسَدَةٌ لِلْقُلُوبِ , وَتَلَفٌ لِلْأَمْوَالِ فَإِحْلَاقٌ لِلْوجُوهِ , لَا تَمْحُو الشَّهَوَاتِ مِنَ الْقُلُوبِ إِلَّا خَوْفٌ مُزْعِجٌ أَوْ شَوْقٌ مُفْلَقٌ»