حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْفُضَيْلِ الْفَقِيهُ الْبَغْدَادِيُّ، إِمْلَاءً , ثنا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مَحْمَوَيْهِ , ثنا ابْنُ أَبِي الْعَوَّامِ، ح. وَحَدَّثَنَا أَبِي , ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّكَنِ , ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْجُنَيْدِ , ثنا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ يَزِيدَ , قَالَا: ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَنَانَ الْعَوْفِيُّ، سَمِعْتُ أَبَا مُعَاوِيَةَ الْأَسْوَدَ , يَقُولُ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ: " مَنْ كَانَتِ الدُّنْيَا أَكْبَرَ هَمِّهِ طَالَ غَدًا فِي الْقَبْرِ غَمُّهُ وَمَنْ خَافَ مَا بَيْنَ يَدَيْهِ ضَاقَ ذَرْعُهُ، وَمَنْ خَافَ الْوَعِيدَ لَهَى فِي الدُّنْيَا عَمَّا يُرِيدُ , يَا مِسْكِينُ، إِنْ كُنْتَ تُرِيدُ لِنَفْسِكَ فَلَا تَنَامَنَّ اللَّيْلَ إِلَّا الْقَلِيلَ اقْبَلْ مِنَ الدِّينِ النَّاصِحَ إِذَا أَتَاكَ بِأَمْرٍ وَاضِحٍ لَا تَهْتَمَّ بِأَرْزَاقِ مَنْ تُخَلِّفُ فَلَيْسَتْ أَرْزَاقُهُمْ تُكَلِّفُ، وَطِّنْ نَفْسَكَ لِلْمَقَالِ إِذَا وَقَفْتَ بَيْنَ يَدَيْ رَبِّ الْعِزَّةِ لِلسُّؤَالِ، قَدِّمْ صَالِحَ الْأَعْمَالِ عِنْدَ كَثْرَةِ الِاسْتِعْمَالِ , بَادِرْ ثُمَّ بَادِرْ , قَبْلَ نُزُولِ مَا تُحَاذِرُ إِذَا بَلَغَتْ رُوحُكَ التَّرَاقِيَ وَانْقَطَعَ عَنْكَ مَنْ أَحْبَبْتَ أَنْ تُلَاقِيَ كَأَنِّي بِهَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ وَأَنْتَ فِي سَكَرَاتِ الْمَوْتِ مَغْمُومٌ، إِذَا ⦗٢٧٣⦘ انْقَطَعَتْ حَاجَتُكَ إِلَى أَهْلِكَ , وَأَنْتَ تَرَاهُمْ حَوْلَكَ وَقَدْ بَقَيْتَ مُرْتَهِنًا بِعَمَلِكَ , فَالصَّبْرُ مِلَاكُ الْأَمْرِ وَفِيهِ أَعْظَمُ الْأَجْرِ , فَاجْعَلْ ذِكْرَ اللهِ مِنْ أَجَّلِّ شَأْنِكَ وَامْلِكْ فِيمَا يَنْوِي ذَلِكَ لِسَانَكُ ثُمَّ بَكَى أَبُو مُعَاوِيَةَ بُكَاءً شَدِيدًا , ثُمَّ قَالَ: أَوْهِ مِنْ يَوْمٍ يَتَغَيَّرُ فِيهِ لَوْنِي وَيَتَلَجْلَجُ فِيهِ لِسَانِي وَيَقِلُّ فِيهِ زَادِي. فَقِيلَ: يَا أَبَا مُعَاوِيَةَ مَنْ قَالَ هَذَا الْكَلَامَ الْحَسَنَ الْجَمِيلَ؟ قَالَ: حَكِيمٌ مِنَ الْحُكَمَاءِ. الْمَسَاقُ لِعَلِيِّ بْنِ الْفُضَيْلِ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute