حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ، ثنا عُمَرُ بْنُ الْحَسَنِ الْحَلَبِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ الْقَطَّانُ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ دَاودَ الْوَاسِطِيَّ، يَقُولُ: " بَيْنَا أَنَا وَاقِفٌ، بِعَرَفَاتٍ إِذَا أَنَا بِامْرَأَةٍ، وَهِيَ تَقُولُ: مَنْ يهْدِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَا هَادِيَ لَهُ، فَقُلْتُ: مَنْ أَنْتِ؟ فَقَالَتِ: امْرَأَةٌ ضَالَّةٌ، فَنَزَلْتُ عَنْ بَعِيرِي، وَقُلْتُ لَهَا: يَا هَذِهِ، مَا قِصَّتُكِ؟ فَقَرَأْتُ: {وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا}، فَقُلْتُ فِي نَفْسِي: حَرُورِيَّةٌ لَا تَرَى كَلَامَنَا، فَقُلْتُ لَهَا: فَمِنْ أَيْنَ أَتَيْتِ؟ فَقَالَتْ: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى} [الإسراء: ١]، فَأَرْكَبْتُهَا بَعِيرِي وَقَدْتُ بِهَا أُرِيدُ بِهَا رِحَالَ الْمَقْدِسِيِّينَ فَلَمَّا تَوَسَّطْتُ الرَّحْلَ قُلْتُ: يَا هَذِهِ بِمَنْ أُصَوِّتُ؟ فَقَرَأَتْ: {يَا دَاودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ}، {يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ} [مريم: ٧]، {يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ} [مريم: ١٢] فَنَادَيْتُ: يَا دَاودُ، يَا زَكَرِيَّا، يَا يَحْيَى، فَخَرَجَ إِلَيَّ ثَلَاثَةُ فَتَيَانٍ مِنْ بَيْنِ الرِّحَالَاتِ، فَقَالُوا: أُمُّنَا وَرَبِّ الْكَعْبَةِ ضَلَّتْ مُنْذُ ثَلَاثَةٍ، فَأَنْزَلُوهَا فَقَرَأَتْ: {فَابْعَثُوا أَحَدَكُمْ بِوَرِقِكُمْ هَذِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ} [الكهف: ١٩] فَغَدَوْا فَاشْتَرَوْا تَمْرًا وَفُسْتُقًا وَجَوْزًا وَسَأَلُونِي قَبُولَهُ فَقَبِلْتُهُ فَقُلْتُ لَهُمْ: مَا لَهَا لَا تَتَكَلَّمُ؟ قَالُوا: هَذِهِ أُمُّنَا لَا تَتَكَلَّمُ مُنْذُ ثَلَاثِينَ سَنَةً إِلَّا بِالْقُرْآنِ مَخَافَةَ أَنْ تَزِلَّ "
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute