للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زَكَرِيَّا قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا تُرَابٍ الزَّاهِدَ، يَقُولُ: قَالَ حَاتِمٌ الْأَصَمُّ: " الزُّهْدُ اسْمٌ وَالزَّاهِدُ الرَّجُلُ وَلِلزَّاهِدِ ثَلَاثُ شَرَائِعَ أَوَّلُهَا الصَّبْرُ بِالْمَعْرِفَةِ، وَالِاسْتِقَامَةُ عَلَى التَّوَكُّلِ، وَالرِّضَا بِالْقَضَاءِ، وَأَمَّا تَفْسِيرُ الصَّبْرِ بِالْمَعْرِفَةِ فَإِذَا نَزَلَتِ الشِّدَّةُ أَنْ تَعْلَمَ بِقَلْبِكَ أَنَّ اللَّهَ يَرَاكَ عَلَى حَالِكَ وَتَصْبِرَ وَتَحْتَسِبَ وَتَعْرِفَ ثَوَابَ ذَلِكَ الصَّبْرِ، وَمَعْرِفَةُ ثَوَابِ الصَّبْرِ أَنْ تَكُونَ مُسْتَوْطِنَ النَّفْسِ فِي ذَلِكَ الصَّبْرِ وَتَعْلَمَ أَنَّ لِكُلَّ شَيْءٍ وَقْتًا، وَالْوَقْتُ عَلَى وَجْهَيْنِ إِمَّا يَجِيءُ بِالْفَرَجِ وَإِمَّا يَجِيءُ بِالْمَوْتِ فَإِذَا كَانَ هَذَانِ الشَّيْئَانِ عِنْدَكَ فَأَنْتَ حِينَئِذٍ عَارِفٌ صَابِرٌ، وَأَمَّا الِاسْتِقَامَةُ عَلَى التَّوَكُّلِ فَالتَّوَكُّلُ إِقْرَارٌ بِاللِّسَانِ وَتَصْدِيقٌ بِالْقَلْبِ فَإِذَا كَانَ مُقِرًّا مُصَدِّقًا أَنَّهُ رَازِقٌ لَا شَكَّ فِيهِ فَإِنَّهُ مُسْتَقِيمٌ، وَالِاسْتِقَامَةُ عَلَى مَعْنَيَيْنِ: أَنْ تَعْلَمَ أَنَّ مَا لَكَ لَا يَفُوتُكَ فَتَكُونُ وَاثِقًا سَاكِنًا، وَمَا لِغَيْرِكَ لَا تَنَالُهُ فَلَا تَطْمَعُ فِيهِ، وَعَلَامَةُ صِدْقِ هَذَا اشْتِغَالُهُ بِالْمَفْرُوضِ، وَأَمَّا الرِّضَا بِالْقَضَاءِ فَالْقَضَاءُ يَنْزِلُ عَلَى وَجْهَيْنِ: قَضَاءٌ تَهْوَاهُ فَيَجِبُ عَلَيْكَ الشُّكْرُ وَالْحَمْدُ للهِ، وَأَمَّا الْقَضَاءُ الَّذِي لَا تَهْوَاهُ فَيَجِبُ عَلَيْكَ أَنْ تَرْضَى وَتَصْبِرَ "

<<  <  ج: ص:  >  >>