للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَحْمَدَ بْنِ فَضَالَةَ، صَاحِبُ الْخَانِ بِنَيْسَابُورَ يَقُولُ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ مُنَازِلٍ، يَقُولُ: قِيلَ لِحَمْدُونَ بْنِ أَحْمَدَ: مَا بَالُ كَلَامِ السَّلَفِ أَنْفَعُ مِنْ كَلَامِنَا؟ قَالَ: " لِأَنَّهُمْ تَكَلَّمُوا لِعِزِّ الْإِسْلَامِ وَنَجَاةِ النُّفُوسِ وَرِضَاءِ الرَّحْمَنِ، وَنَحْنُ نَتَكَلَّمُ لِعِزِّ النَّفْسِ وَطَلَبِ الدُّنْيَا وَقَبُولِ الْخَلْقِ، قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: وَسَأَلَهُ يَوْمًا أَبُو الْقَاسِمِ الْمُنَادِي عَنْ مَسْأَلَةٍ فَقَالَ لَهُ: أَرَى فِي سُؤَالِكَ قُوَّةً وَعِزَّةَ نَفْسٍ تَظُنُّ أَنَّكَ قَدْ بَلَغْتَ بِهَذَا السُّؤَالِ الْحَالَ الَّذِي تُخْبِرُ عَنْهُ؟ أَيْنَ طَرِيقَةُ الضَّعْفِ وَالْفَقْرِ وَالتَّضَرُّعِ وَالِالْتِجَاءِ؟ وَعِنْدِي أَنَّ مَنْ ظَنَّ نَفْسَهُ خَيْرًا مِنْ نَفْسِ فِرْعَوْنَ فَقَدْ أَظْهَرَ الْكِبْرَ، وَقَالَ لَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُنَازِلٍ يَوْمًا: أَوْصِنِي، قَالَ: إِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ لَا تَغْضَبَ لِشَيْءٍ مِنَ الدُّنْيَا فَافْعَلْ وَقَالَ: مَنْ أَصْبَحَ وَلَيْسَ لَهُ هَمُّ طَلَبِ قُوتٍ مِنْ حَلَالٍ وَهَمُّ مَا جَرَى عَلَيْهِ فِي سَابِقِ الْعِلْمِ لَهُ وَعَلَيْهِ فَإِنَّهُ يَتَفَرَّغُ إِلَى كُلِّ شَيْءٍ، وَقَالَ: كِفَايَتُكَ تُسَاقُ إِلَيْكَ مُيَسَّرًا مِنْ غَيْرِ تَعَبٍ وَلَا نَصَبٍ وَإِنَّمَا التَّعَبُ فِي الْفُضُولِ "

<<  <  ج: ص:  >  >>