للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدَ بْنَ أَحْمَدَ بْنِ دِينَارٍ الدَّيْنَوَرِيَّ بِمَكَّةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ شَيْبَانَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ الْمَغْرِبِيَّ، يَقُولُ: " أَهْلُ الْخُصُوصِ مَعَ اللَّهِ عَلَى ثَلَاثِ مَنَازِلَ: قَوْمٌ ضَنَّ بِهِمْ عَنِ الْبَلَاءِ لِكَيْلَا يَسْتَغْرِقَ الْبَلَاءُ صَبْرَهُمْ فَيَكْرَهُونَ حُكْمَهُ وَيَكُونُ فِي صُدُورِهِمْ حَرَجٌ مِنْ قَضَائِهِ، وَقَوْمٌ ضَنَّ بِهِمْ عَنْ مُجَاوَرَةِ الْعُصَاةِ لِتَسْلَمَ صُدُورُهُمْ لِلْعَالَمِ فَيَسْتَرْبِحُونَ وَلَا يَغْتَمُّونَ، وَقَوْمٌ صَبَّ عَلَيْهِمُ الْبَلَاءَ صَبًّا فَصَبَّرَهُمْ وَرَضَّاهُمْ فَازْدَادُوا بِذَلِكَ لَهُ حُبًّا وَرِضًا بِحُكْمِهِ، وَلَهُ عِبَادٌ مَنَحَهُمْ نِعَمًا تُجَدَّدُ عَلَيْهِمْ وَأَسْبَغَ عَلَيْهِمْ بَاطِنَ الْعِلْمِ وَظَاهِرَهُ وَأَحْمَلَ ذِكْرَهُمْ، وَكَانَ يَقُولُ: أَفْضَلُ الْأَعْمَالِ عِمَارَةُ الْأَوْقَاتِ فِي الْمُوَافَقَاتِ، وَكَانَ يَقُولُ: الْفَقِيرُ الَّذِي لَا يَرْجِعُ إِلَى مُسْتَنَدٍ فِي الْكَوْنِ غَيْرِ الِالْتِجَاءِ إِلَى مَنْ إِلَيْهِ فَقْرُهُ لِيُغْنِيَهُ بِالِاسْتِغْنَاءِ بِهِ كَمَا عَزَّزَهُ بِالِافْتِقَارِ إِلَيْهِ، وَقَالَ: أَعْظَمُ النَّاسِ ذُلًّا فَقِيرٌ دَاهَنَ غَنِيًّا أَوْ تَوَاضَعَ لَهُ، وَأَعْظَمُ الْخَلْقِ عِزًّا غَنِيٌّ تَذَلَّلَ لِفَقِيرٍ أَوْ حَفِظَ حُرْمَتَهُ، وَقَالَ: الرَّاضُونَ بِالْفَقْرِ هُمْ أُمَنَاءُ اللَّهِ فِي أَرْضِهِ وَحُجَّتُهُ عَلَى عِبَادِهِ بِهِمْ يُدْفَعُ الْبَلَاءُ عَنِ الْخَلْقِ "

<<  <  ج: ص:  >  >>