سَمِعْتُ عَبْدَ الْوَاحِدِ بْنَ أَحْمَدَ الْهَاشِمِيَّ، يَحْكِي , عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَفِيفٍ، وَأَخْبَرَنِيهُ فِي كِتَابِهِ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ الْكَتَّانِيَّ: كَمْ مَرَّةً رَأَيْتَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَنَامِ؟ فَقَالَ: " كَثِيرٌ، فَقُلْتُ: يَكُونُ أَلْفَ مَرَّةٍ؟ فَقَالَ: لَا، فَقُلْتُ: فَتِسْعُمِائَةٍ؟ فَقَالَ: لَا قُلْتُ: فَثَمَانمِائَةِ مَرَّةٍ؟ فَقَالَ: لَا قُلْتُ: فَسَبْعُمِائَةِ مَرَّةٍ؟ فَقَالَ بِيَدِهِ هَكَذَا أَيْ قَرِيبًا مِنْهُ وَكَانَ لَهُ كُلَّ يَوْمٍ خَتْمَةٌ يَخْتِمُهَا مَعَ الزَّوَالِ، وَالْمُؤَذِّنُونَ يُؤَذِّنُونَ لِلظُّهْرِ إِذَا خَتَمَ، فَصَعِدَ غُرْفَتَهُ يَوْمًا لِلتَّطَهُّرِ وَكَانَ قَدْ كُفَّ بَصَرُهُ فَوَقَعَ فِي الْمُسْتَحَمِّ وَانْكَسَرَ رِجْلُهُ وَلَمْ يَكُنْ بِالْقَوِيِّ فَيَصِيحُ فَتَأَخَّرَ رُجُوعُهُ إِلَى الْمَسْجِدِ حَتَّى كَادَتِ الصَّلَاةُ يَفُوتُ وَقْتُهَا فَتَعَرَّفَ الْمُؤَذِّنُونَ وَالْمُجَاوِرُونَ حَالَهُ فَصَعِدُوا غُرْفَتَهُ فَوَجَدُوهُ قَدِ انْكَسَرَ رِجْلُهُ فَأَصْلَحُوا مِنْ شَأْنِهِ وَنَظَّفُوهُ وَنَزَلُوا بِهِ حَتَّى صَلَّى فَمَنَعَتْهُ عِلَّتُهُ عَنْ زِيَارَةِ الرَّسُولِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي تِلْكَ السَّنَةِ فَخَرَجَ بَعْضُ أَصْحَابِهِ زَائِرًا فَدَفَعَ إِلَيْهِ رُقْعَةً وَأَمَرَهُ أَنْ يُلْقِيَهَا فِي الْقَبْرِ فَافْتَقَدَ صَاحِبُهُ الرُّقْعَةَ مِنْ جَيْبِهِ فَرَأَى مِنْ لَيْلَتِهِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي نَوْمِهِ وَقَالَ: يَا أَبَا جَعْفَرٍ وَصَلَتِ الرُّقْعَةُ وَقَدْ عَذَرْنَاكَ "
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute