للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

سَمِعْتُ أَبَا نَصْرٍ النَّيْسَابُورِيَّ، يَحْكِي عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْبَهْرَانِيِّ قَالَ: قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ طَاهِرٍ: «رَفَعَ اللَّهُ عَنِ الْعَالِمِينَ، بِهِ حُجُبَ الْأَسْتَارِ وَأَطْلَعَهُمْ عَلَى طَوِيَّاتِ مَخْزُونَاتِ الْأَسْرَارِ وَأَمَدَّهُمْ بِمَوَادِّ الْمَعَارِفِ وَالْأَنْوَارِ، فَهُمْ بِمَا أَلْبَسَهُمْ مِنْ نُورِهِ إِلَى أَسْرَارِهِ مُتَطَلِّعُونَ وَبِمَا كَاشَفَهُمْ مِنْ شَوَاهِدِ حَقِيقَةِ مَعْرِفَتِهِ عَلَى سَائِرِ الْأُمُورِ مُشْرِفُونَ لَا يَقْدَحُ فِي قُلُوبِهِمْ رَيْبٌ بَلِ كُلُّ مَا أَطْلَعَهُمْ عَلَيْهِ أَثْبَتُ عِنْدَهُمْ مِنَ الْعِيَانِ لِأَنَّ بَصَائِرَ الْحَقِيقَةِ لَهُمْ لَامِعَةٌ وَأَعْلَامَ الْحَقِّ لَهُمْ مَرْفُوعَةٌ لَائِحَةٌ ائْتَمَنَهُمُ الْحَقِّ ⦗٣٥٢⦘ عَلَى مَعْرِفَتِهِ إِلْهَامًا وَتَفَضُّلًا وَإِكرَامًا، أَجْزَلَ لَهُمْ عَطَايَاهَ وَجَعَلَ قُلُوبَهُمْ مَطَايَاهُ فَدَنَا مِنْهَا بِلَا مَسَافَةٍ وَنَزَّلَ أَسْرَارَهُمْ بِلَا مُمَازَجَةٍ فَحَمَاهُمْ مِنَ الْغَفْلَةِ وَالْفُتُورِ فَفَنِيَتْ صِفَاتُهُمْ بِوُجُودِ شُهُودِهِ، فَلَيْسَ لَهُمْ عَنْهُ مَغِيبٌ وَعَلَيْهِمْ فِي كُلِّ أَحْوَالِهِمْ مِنْهُ رَقِيبٌ»

<<  <  ج: ص:  >  >>