كتاب حلية الأولياء وطبقات الأصفياء - ط السعادة

[ذكر طوائف من جماهير النساك والعباد] - أبو بكر الشبلي ومنهم المجتذب الولهان المستلب السكران الوارد العطشان، اجتذب عن الكدور والأغيار، واستلب إلى الحضر والأنوار وسقي بالدنان، وارتهن ممتلئا ريان، أبو بكر الشهير بالشبلي - ج: 10 - ص: 370

سَمِعْتُ أَبَا نَصْرٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ، يَقُولُ: حَضَرْتُ الشِّبْلِيَّ وَسُئِلَ عَنْ قَوْلِ بَعْضِهِمْ: لَا تَغُرَّنَّكُمْ هَذِهِ الْقُبُورُ وَهُدُوءُهَا فَكَمْ مِنْ فَرِحٍ مَسْرُورٍ وَدَاعٍ بِالْوَيْلِ وَالثُّبُورِ، فَقَالَ: " أَيُّمَا هِيَ الْقُبُورُ عِنْدَكَ؟ قَالَ: قُبُورُ الْأَمْوَاتِ، فَقَالَ: لَا بَلْ أَنْتُمُ الْقُبُورُ: كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ مَدْفُونٌ، فَالْمُعْرِضُ عَنِ اللَّهِ دَاعٍ بِالْوَيْلِ وَالثُّبُورِ، وَالْمُقْبِلُ عَلَى اللَّهِ الْفَرِحُ الْمَسْرُورُ، ثُمَّ أَنْشَأَ يَقُولُ:

[البحر الطويل]

قُبُورُ الْوُرَى تَحْتَ التُّرَابِ وَلِلْهَوَى ... رِجَالٌ لَهُمْ تَحْتَ الثِّيَابِ قُبُورُ

فَقُلْتُ لَهُ: يَا سَيِّدِي وَنُعَدُّ فِي الْمَوْتَى؟ فَقَالَ:

يُحِبُّكَ قَلْبِي مَا حَيِيتُ فَإِنْ أَمُتْ ... يُحِبُّكُ عَظْمٌ فِي التُّرَابُ رَمِيمُ