سَمِعْتُ مَنْصُورَ بْنَ مُحَمَّدٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ مَنْصُورِ بْنِ نَصْرٍ، يَقُولُ: جَاءَ ذَاتَ يَوْمٍ الشِّبْلِيُّ إِلَى أَبِي بَكْرِ بْنِ مُجَاهِدٍ وَكَانَ فِي مَسْجِدِهِ غَائِبًا فَسَأَلَ عَنْهُ فَقِيلَ لَهُ: هُوَ عِنْدَ عَلِيِّ بْنِ عِيسَى فَقَصَدَ دَارَ عَلِيٍّ فَاسْتَأْذَنَ فَقِيلَ أَبُو بَكْرٍ الشِّبْلِيُّ يَسْتَأْذِنُكَ، فَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ مُجَاهِدٍ لِعَلِيِّ بْنِ عِيسَى: الْيَوْمَ أُرِيكَ مِنَ ⦗٣٧٤⦘ الشِّبْلِيِّ عَجَبًا، فَلَمَّا دَخَلَ وَقَعَدَ قَالَ لَهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ مُجَاهِدٍ: يَا أَبَا بَكْرٍ، أُخْبِرْتُ أَنَّكَ تَحْرِقُ الثِّيَابَ وَالْخُبْزَ وَالْأَطْعِمَةَ وَمَا يَنْتَفِعُ بِهِ النَّاسُ مِنْ مَنَافِعِهِمْ وَمَصَالِحِهِمْ، أَيْنَ هَذَا مِنَ الْعِلْمِ وَالشَّرْعِ؟ فَقَالَ لَهُ: " قَوْلُ اللهِ: {فَطَفِقَ مَسْحًا بِالسُّوقِ وَالْأَعْنَاقِ} [ص: ٣٣]، أَيْنَ هَذَا مِنَ الْعِلْمِ؟ فَسَكَتَ أَبُو بَكْرِ بْنُ مُجَاهِدٍ وَقَالَ لِعَلِيٍّ: كَأَنِّي لَمْ أَقْرَأْهَا قَطُّ وَبَلَغَنِي عَنْ غَيْرِهِ أَنَّهُمْ عَاتَبُوهُ فِي مِثْلِهِ فَتَلَا هَذِهِ الْآيَةَ: {إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ} [الأنبياء: ٩٨]، وَتَلَا: {إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ} [الزخرف: ٢٦]، هَذِهِ الْأَطْعِمَةُ وَهَذِهِ الشَّهَوَاتُ حَقِيقَةُ الْخَلْقِ وَمَعْبُودُهُمُ أَبْرَأ مِنْهُمْ وَأُحَرِّقُهُ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute