حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ حَمْزَةَ، قَالَ: ثنا عَلِيُّ بْنُ سَهْلٍ، قَالَ: ثنا عَفَّانُ، قَالَ: ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: " كَانَ فِيمَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ مَلِكٌ وَكَانَ لَهُ حَاجِبٌ يُقَرِّبُهُ وَيُدْنِيهِ وَكَانَ هَذَا الْحَاجِبُ يَقُولُ: أَيُّهَا الْمَلِكُ أَحْسِنْ إِلَى الْمُحْسِنِ، وَدَعِ الْمُسِيءَ تَكْفِيكَ إِسَاءَتُهُ، قَالَ: فَحَسَدَهُ رَجُلٌ عَلَى قُرْبِهِ مِنَ الْمَلِكِ فَسَعَى بِهِ فَقَالَ: أَيُّهَا الْمَلِكُ، إِنَّ هَذَا الْحَاجِبَ هُوَ ذَا يُخْبِرُ النَّاسَ أَنَّكَ أَبْخَرُ قَالَ: وَكَيْفَ لِي بِأَنْ أَعْلَمَ ذَلِكَ؟ قَالَ: إِذَا دَخَلَ عَلَيْكَ تُدْنِيهِ لِتُكَلِّمَهُ فَإِنَّهُ يَقْبِضُ عَلَى أَنْفِهِ قَالَ: فَذَهَبَ السَّاعِي فَدَعَا الْحَاجِبَ إِلَى دَعْوَتِهِ وَاتَّخَذَ مَرَقَةً وَأَكْثَرَ فِيهَا الثُّومَ فَلَمَّا أَنْ كَانَ مِنَ الْغَدِ دَخَلَ الْحَاجِبُ فَأَدْنَاهُ الْمَلِكُ لِيُكَلِّمَهُ بِشَيْءٍ فَقَبَضَ عَلَى فِيهِ فَقَالَ لَهُ الْمَلِكُ: تَنَحَّ فَدَعَا بِالدَّوَاةِ، وَكَتَبَ لَهُ كِتَابًا وَخَتَمَهُ وَقَالَ: اذْهَبْ بِهَذَا إِلَى فُلَانٍ، وَكَانَتْ جَائِزَتُهُ مِائَةَ أَلْفٍ فَلَمَّا أَنْ خَرَجَ اسْتَقْبَلَهُ السَّاعِي فَقَالَ: أَيُّ شَيْءٍ هَذَا قَالَ: قَدْ دَفَعَهُ إِلَيَّ الْمَلِكِ فَاسْتَوْهَبَهُ فَوَهَبَهُ لَهُ فَأَخَذَ الْكِتَابَ وَمَرَّ بِهِ إِلَى فُلَانٍ فَلَمَّا أَنْ فَتَحُوا الْكِتَابَ دَعَوْا بِالذَّبَّاحِينَ فَقَالَ: اتَّقُوا اللهَ يَا قَوْمُ، فَإِنَّ هَذَا غَلَطٌ وَقَعَ عَلَيَّ، وَعَاوِدُوا الْمَلِكَ، فَقَالُوا: لَا يَتَهَيَّأُ لَنَا مُعَاوِدَةُ الْمَلِكِ وَكَانَ فِي الْكِتَابِ: إِذَا أَتَاكُمْ حَامِلُ كِتَابِي هَذَا فَاذْبَحُوهُ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute