كتاب حلية الأولياء وطبقات الأصفياء - ط السعادة

فمن الطبقة الأولى من التابعين - صفوان بن سليم ومنهم المجتهد الوفي المتعبد السخي صفوان بن سليم الزهري، كان ذا جهد واغتناء، وورد واعتناء، وقيل: إن التصوف بذل الغنى لحفظ الوفا وحمل الضنا لترك الجفا - ج: 3 - ص: 160

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، فِي كِتَابِهِ، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَاصِمٍ، ثَنَا سَعِيدُ بْنُ كَثِيرِ بْنِ يَحْيَى، حَدَّثَنِي أَبِي كَثِيرُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: " قَدِمَ سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الْمَدِينَةَ وَعُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَامِلُهُ عَلَيْهَا، قَالَ: فَصَلَّى بِالنَّاسِ الظُّهْرَ، ثُمَّ فَتَحَ بَابَ الْمَقْصُورَةِ، وَاسْتَنَدَ إِلَى الْمِحْرَابِ، وَاسْتَقْبَلَ النَّاسَ بِوَجْهِهِ، فَنَظَرَ إِلَى صَفْوَانَ بْنِ سُلَيْمٍ عَنْ غَيْرِ مَعْرِفَةٍ، فَقَالَ: يَا عُمَرُ مَنْ هَذَا الرَّجُلُ؟ مَا رَأَيْتُ سَمْتًا أَحْسَنَ مِنْهُ، قَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ هَذَا صَفْوَانُ بْنُ سُلَيْمٍ، قَالَ: يَا غُلَامُ، كِيسًا فِيهِ خَمْسُمِائَةِ دِينَارٍ، فَأَتَى بِكِيسٍ فِيهِ خَمْسُمِائَةِ دِينَارٍ، فَقَالَ لِخَادِمِهِ: تَرَى هَذَا الرَّجُلَ الْقَائِمَ يُصَلِّي، فَوَصَفَهُ لِلْغُلَامِ حَتَّى أَثْبَتَهُ، قَالَ: فَخَرَجَ الْغُلَامُ بِالْكِيسِ حَتَّى جَلَسَ