حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرِو بْنُ حَمْدَانَ، قَالَ: ثنا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، قَالَ: ثنا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، قَالَ: ثنا جَرِيرٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: إِنَّهُ قَدْ فَضَلَ عِنْدَنَا مَالٌ، وَقَدْ أَعْطَيْتُ النَّاسَ حُقُوقَهُمْ، فَكَيْفَ تَرَوْنَ فِيهِ؟ قَالُوا: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، لَكَ حَوَائِجُ، وَتَنُوبُكَ أَشْيَاءُ، فَخُذْهُ فَاقْضِ بِهِ حَاجَتَكَ، فَإِنَّ أَنْفُسَنَا لَكَ بِهِ طَيِّبَةٌ. قَالَ: وَعَلِيٌّ سَاكِتٌ. فَقَالَ لَهُ: أَلَا تَتَكَلَّمُ يَا أَبَا الْحَسَنِ. فَقَالَ: قَدْ أَشَارَ عَلَيْكَ الْقَوْمُ، فَقَالَ: لَتَقُولُنَّ. قَالَ: أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، أَتَجْعَلُ عِلْمَكَ جَهْلًا وَيَقِينَكَ ظَنًّا؟ قَالَ: قَدْ قُلْتُ قَوْلًا لَتَخْرُجَنَّ مِنْهُ. قَالَ: أَجَلْ، أَمَا تَذْكُرُ حِينَ بَعَثَكَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَاعِيًا عَلَى الصَّدَقَةِ فَأَتَيْتَ الْعَبَّاسَ فَمَنَعَكَ الصَّدَقَةَ، فَأَتَيْتَنِي فَقُلْتُ: إِنَّ الْعَبَّاسَ قَدْ مَنَعَنِي الصَّدَقَةَ، فَانْطَلِقْ مَعِي إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَانْطَلَقْتُ مَعَكَ فَوَجَدْنَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَهْمُومًا فَرَجَعْنَا وَلَمْ نَقُلْ لَهُ شَيْئًا،. قَالَ: ثُمَّ أَتَيْنَاهُ بَعْدَ ذَلِكَ فَوَجَدْنَاهُ قَدْ طَابَتْ نَفْسُهُ، فَقَالَ: «إِنَّهُ فَضَلَ عِنْدِي دِينَارَانِ، فَكَانَا يُهِمَّانِي حَتَّى وَجَّهْتُهُمَا». فَقُلْتُ: إِنَّ الْعَبَّاسَ مَنَعَ الصَّدَقَةَ. قَالَ: «عَمُّ الرَّجُلِ صِنْوُ أَبِيهِ». قَالَ: لَا جَرَمَ، لَأَشْكُرَنَّ لَكَ فِي الْمَرَّتَيْنِ كِلْتَيْهِمَا. قَالَ: «إِنَّكَ تُؤَخِّرُ الشُّكْرَ وَتُعَجِّلُ الْعُقُوبَةَ». رَوَاهُ جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، فَذَكَرَ نَحْوَهُ وَقَالَ فِيهِ: لَتُخْرِجِنَّ مِمَّا قُلْتُ أَوْ لَأُعَاتَبَنَّكَ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute