للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْمُقْرِئُ، ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِمْرَانَ، ح. وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَا: ثنا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا عُبَيْدُ بْنُ جُنَادَةَ، ثنا عَطَاءُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدِّمَشْقِيِّ، عَنْ مَكْحُولٍ قَالَ: " بَيْنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ عَلَى بِسَاطٍ مِنْ شَعْرٍ وَأَصْحَابُهُ حَوْلَهُ، إِذْ أَمَرَ الرِّيحَ فَاسْتَقَلَّتْهُ وَسَارَتِ الْجِنُّ وَالْإِنْسُ أَمَامَهُ، وَالطَّيْرُ تُظِلُّهُ، إِذَا حَرَّاثٌ يَحْرُثُ عَلَى جَانِبِ الطَّرِيقِ، قَالَ: فَقَالَ الْحَرَّاثُ: لَوْ أَنَّ سُلَيْمَانَ بْنَ دَاوُدَ عِنْدِي كَلَّمْتُهُ بِثَلَاثِ كَلِمَاتٍ، فَأَوْحَى اللهُ تَعَالَى إِلَى سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ أَنِ ائْتِ الْحَرَّاثَ، قَالَ: فَرَكِبَ عَلَى فَرَسٍ لَهُ حَتَّى أَتَاهُ قَالَ: يَا حَرَّاثُ أَنَا سُلَيْمَانُ، فَقُلْ مَا أَرَدْتَ أَنْ تَقُولَ، قَالَ: وَمَا عِلْمُكَ أَنِّي أَرَدْتُ أَنْ أَقُولَ؟ قَالَ: اللهُ أَعْلَمَنِي، قَالَ: أَشْهَدُ لَهُ بِذَلِكَ، قَالَ: وَاللهِ إِلَّا أَنِّي رَأَيْتُكَ فِيمَا ⦗١٨٣⦘ أَنْتَ فِيهِ فَقُلْتُ: وَاللهِ مَا سُلَيْمَانُ فِي لَذَّةٍ لَذَّهَا أَمْسِ، وَلَا فِي نَعِيمٍ نَعِمَهُ، وَأَنَا فِي تَعَبٍ تَعِبْتُهُ أَمْسِ، وَفِي نَصَبٍ نَصِبْتُهُ إِلَّا سَوَاءً، لَا سُلَيْمَانُ يَجِدُ لَذَّةَ مَا مَضَى، وَلَا أَنَا أَجِدُ تَعَبَ مَا مَضَى، قَالَ: وَأُخْرَى قُلْتُهَا، قَالَ: وَمَا هِيَ؟ قُلْتُ: سُلَيْمَانُ يَمُوتُ وَأَنَا أَمُوتُ، قَالَ: صَدَقْتَ، قَالَ: قُلْتُ: يَا سُلَيْمَانُ لَكِنِّي قُلْتُ كَلِمَةً طَيَّبْتُ بِهَا نَفْسِي، قُلْتُ: سُلَيْمَانُ يُسْأَلُ غَدًا عَمَّا أُعْطِيَ، وَأَنَا لَا أُسْأَلُ، قَالَ: فَخَرَّ سُلَيْمَانُ سَاجِدًا عَلَى فَرَسِهِ يَبْكِي وَهُوَ يَقُولُ: يَا رَبِّ لَوْلَا أَنَّكَ جَوَادٌ لَا تَبْخَلُ لَسَأَلْتُكَ أَنْ تَنْزِعَ مِنِّي مَا أَعْطَيْتَنِي، قَالَ: فَأَوْحَى اللهُ تَعَالَى إِلَيْهِ: يَا سُلَيْمَانُ ارْفَعْ رَأْسَكَ، فَإِنِّي لَمْ أَنْعَمْ عَلَى عَبْدٍ لِي نِعْمَةً فَتَكُونُ تِلْكَ النِّعْمَةُ رِضًا فَأُحَاسِبُهُ عَلَيْهَا "

<<  <  ج: ص:  >  >>