حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ إِسْحَاقَ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثنا قُتَيْبَةُ، ثنا رِشْدِينُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمَعَافِرِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ كَعْبَ الْأَحْبَارِ ⦗٣٨٥⦘ رَأَى حَبْرًا الْيهُودِيَّ يَبْكِي، فَقَالَ لَهُ: «مَا يُبْكِيكَ؟» قَالَ: ذَكَرْتُ بَعْضَ الْأَمْرِ، فَقَالَ لَهُ كَعْبٌ: «أَنْشُدُكَ بِاللهِ لَئِنْ أَخْبَرْتُكَ مَا أَبْكَاكَ لَتَصْدُقَنِّي؟» قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: " أَنْشُدُكَ بِاللهِ هَلْ تَجِدُ فِي كِتَابِ اللهِ الْمُنَزَّلِ أَنَّ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ نَظَرَ فِي التَّوْرَاةِ فَقَالَ: رَبِّ إِنِّي أَجِدُ أُمَّةً فِي التَّوْرَاةِ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ، يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ، وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ، وَيُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ الْأَوَّلِ، وَبِالْكِتَابِ الْآخِرِ، وَيُقَاتِلُونَ أَهْلَ الضَّلَالَةِ حَتَّى يُقَاتِلُوا الْأَعْوَرَ الدَّجَّالَ، قَالَ مُوسَى: رَبِّ اجْعَلْهُمْ أُمَّتِي، قَالَ: إِنَّهُمْ أُمَّةُ أَحْمَدَ يَا مُوسَى؟ قَالَ الْحَبْرُ: نَعَمْ، قَالَ كَعْبٌ: " فَأَنْشُدُكَ بِاللهِ تَجِدُ فِي كِتَابِ اللهِ الْمُنَزَّلِ أَنَّ مُوسَى نَظَرَ فِي التَّوْرَاةِ فَقَالَ: رَبِّ إِنِّي أَجِدُ أُمَّةً هُمُ الْحَمَّادُونَ رُعَاةُ الشَّمْسِ الْمُحَكَّمُونَ، إِذَا أَرَادُوا أَمْرًا قَالُوا: نَفْعَلُهُ إِنْ شَاءَ اللهُ، فَاجْعَلْهُمْ أُمَّتِي، قَالَ: هِيَ أُمَّةُ أَحْمَدَ يَا مُوسَى؟ قَالَ الْحَبْرُ: نَعَمْ، قَالَ كَعْبٌ: " فَأَنْشُدُكَ بِاللهِ تَجِدُ فِي كِتَابِ اللهِ الْمُنَزَّلِ أَنَّ مُوسَى نَظَرَ فِي التَّوْرَاةِ فَقَالَ: رَبِّ إِنِّي أَجِدُ أُمَّةً يَأْكُلُونَ كَفَّارَتَهُمْ وَصَدَقَاتِهِمْ، وَكَانَ الْأَوَّلُونَ يَحْرِقُونَ صَدَقَاتِهِمْ بِالنَّارِ، غَيْرَ أَنَّ مُوسَى كَانَ يَجْمَعُ صَدَقَاتِ بَنِي إِسْرَائِيلَ فَلَا يَجِدُ عَبْدًا مَمْلُوكًا وَلَا أَمَةً إِلَّا اشْتَرَاهُ، ثُمَّ أَعْتَقَهُ مِنْ تِلْكِ الصَّدَقَةِ، وَمَا فَضَلَ حَفَرَ لَهُ بِئْرًا عَمِيقَةَ الْقَعْرِ فَأَلْقَاهُ فِيهَا، ثُمَّ دَفَنَهُ كَيْ لَا يَرْجِعُوا فِيهِ، وَهُمُ الْمُسْتَجِيبُونَ وَالْمُسْتَجَابُ لَهُمُ، الشَّافِعُونَ وَالْمَشْفُوعُ لَهُمْ، قَالَ مُوسَى: فَاجْعَلْهُمْ أُمَّتِي، قَالَ: هِيَ أُمَّةُ أَحْمَدَ يَا مُوسَى؟ قَالَ الْحَبْرُ: نَعَمْ، قَالَ كَعْبٌ: " أَنْشُدُكَ بِاللهِ تَجِدُ فِي كِتَابِ اللهِ الْمُنَزَّلِ أَنَّ مُوسَى نَظَرَ فِي التَّوْرَاةِ فَقَالَ: يَا رَبِّ إِنِّي أَجِدُ أُمَّةً إِذَا أَشْرَفَ أَحَدُهُمْ عَلَى شَرَفٍ كَبَّرَ اللهُ، وَإِذَا هَبَطَ وَادِيًا حَمِدَ اللهَ، الصَّعِيدُ لَهُمْ طَهُورٌ، وَالْأَرْضُ لَهُمْ مَسْجِدٌ حَيْثُ مَا كَانُوا، يَتَطَهَّرُونَ مِنَ الْجَنَابَةِ، طُهُورُهُمْ بِالصَّعِيدِ كَطُهُورِهِمْ بِالْمَاءِ، حَيْثُ لَا يَجِدُونَ الْمَاءَ، غُرٌّ مُحَجَّلُونَ مِنْ آثَارِ الْوضُوءِ، فَاجْعَلْهُمْ أُمَّتِي، قَالَ: هُمْ أُمَّةُ أَحْمَدَ يَا مُوسَى؟ قَالَ الْحَبْرُ: نَعَمْ، قَالَ كَعْبٌ: " أَنْشُدُكَ بِاللهِ، تَجِدُ فِي كِتَابِ اللهِ الْمُنَزَّلِ أَنَّ مُوسَى نَظَرَ فِي التَّوْرَاةِ فَقَالَ: يَا رَبِّ إِنِّي أَجِدُ أُمَّةً إِذَا هَمَّ أَحَدُهُمْ بِحَسَنَةٍ لَمْ يَعْمَلْهَا كُتِبَتْ لَهُ حَسَنَةً مِثْلَهَا، وَإِنْ عَمِلَهَا ضُعِّفَتْ عَشْرَ أَمْثَالِهَا إِلَى سَبْعِمِائَةِ ضِعْفٍ، وَإِذَا هَمَّ بِالسَّيِّئَةِ وَلَمْ يَعْمَلْهَا لَمْ تُكْتَبْ عَلَيْهِ، فَإِنْ عَمِلَهَا كُتِبَتْ سَيِّئَةً مِثْلَهَا، فَاجْعَلْهُمْ أُمَّتِي، قَالَ: هِيَ أُمَّةُ أَحْمَدَ يَا مُوسَى؟ قَالَ الْحَبْرُ: نَعَمْ، قَالَ كَعْبٌ: أَنْشُدُكَ بِاللهِ تَجِدُ فِي كِتَابِ ⦗٣٨٦⦘ اللهِ الْمُنَزَّلِ أَنَّ مُوسَى نَظَرَ فِي التَّوْرَاةِ فَقَالَ: رَبِّ أَنِّي أَجِدُ أُمَّةً مَرْحُومَةً ضُعَفَاءَ يَرِثُونَ الْكِتَابَ، اصْطَفَيْتَهُمْ، فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ، وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ، وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ، فَلَا أَجِدُ أَحَدًا مِنْهُمْ إِلَّا مَرْحُومًا، فَاجْعَلْهُمْ أُمَّتِي، قَالَ: هِيَ أُمَّةُ أَحْمَدَ يَا مُوسَى؟ قَالَ الْحَبْرُ: نَعَمْ، قَالَ كَعْبٌ: " أَنْشُدُكَ بِاللهِ تَجِدُ فِي كِتَابِ اللهِ الْمُنَزَّلِ أَنَّ مُوسَى نَظَرَ فِي التَّوْرَاةِ فَقَالَ: رَبِّ إِنِّي أَجِدُ فِي التَّوْرَاةِ أُمَّةً مَصَاحِفَهُمْ فِي صُدُورِهِمْ، يَلْبَسُونَ أَلْوَانَ ثِيَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ، يَصُفُّونَ فِي صَلَاتِهِمْ كَصُفُوفِ الْمَلَائِكَةِ، أَصْوَاتُهُمْ فِي مَسَاجِدِهِمْ كَدَوِيِّ النَّحْلِ، لَا يَدْخُلُ النَّارَ مِنْهُمْ أَحَدٌ إِلَّا مَنْ بَرِئَ مِنَ الْحَسَنَاتِ، مِثْلَ مَا بَرِئَ الْحَجَرُ مِنْ وَرِقِ الشَّجَرِ، قَالَ مُوسَى: فَاجْعَلْهُمْ أُمَّتِي، قَالَ: هِيَ أُمَّةُ أَحْمَدَ يَا مُوسَى؟ قَالَ الْحَبْرُ: نَعَمْ، فَلَمَّا عَجِبَ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ مِنَ الْخَيْرِ الَّذِي أَعْطَى اللهُ مُحَمَّدًا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأُمَّتَهُ قَالَ: يَا لَيْتَنِي مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ، قَالَ: فَأَوْحَى اللهُ تَعَالَى إِلَيْهِ بِثَلَاثِ آيَاتٍ يُرْضِيهِ بِهِنَّ: {يَا مُوسَى إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالَاتِي وَبِكَلَامِي فَخُذْ مَا آتَيْتُكَ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الْأَلْوَاحِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْعِظَةً} [الأعراف: ١٤٥] إِلَى قَوْلِهِ: {دَارَ الْفَاسِقِينَ} [الأعراف: ١٤٥] قَالَ: {وَمِنْ قَوْمِ مُوسَى أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ} [الأعراف: ١٥٩] قَالَ: فَرَضِيَ مُوسَى كُلَّ الرِّضَا "
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute