للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَى، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ زَيْرَكٍ، ثنا طَاهِرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ كِرَامٍ، ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ مَالِكٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ طَارِقِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ مَسْرُوقٍ، ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودٍ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ كَعْبِ الْأَحْبَارِ وَهُوَ عِنْدَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رِضَيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ، فَقَالَ كَعْبٌ: " يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، أَلَا أُخْبِرُكَ بِأَغْرَبِ شَيْءٍ قَرَأْتُهُ فِي كُتُبِ الْأَنْبِيَاءِ؟ أَنَّ هَامَةً جَاءَتْ إِلَى سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ، فَقَالَتِ: السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا نَبِيَّ اللهِ، فَقَالَ: وَعَلَيْكِ السَّلَامُ يَا هَامَةُ، أَخْبِرِينِي كَيْفَ لَا تَأْكُلِينَ مِنَ الزَّرْعِ؟ قَالَتْ:: يَا نَبِيَّ اللهِ، لِأَنَّ آدَمَ عَصَى رَبَّهُ بِسَبَبِهِ، قَالَ: فَكَيْفَ لَا تَشْرَبِينَ الْمَاءَ؟ قَالَتْ: يَا نَبِيَّ اللهِ، لِأَنَّهُ غَرِقَ فِيهِ قَوْمُ نُوحٍ، فَمِنْ أَجْلِ ذَلِكَ لَا أَشْرَبُهُ، قَالَ لَهَا سُلَيْمَانُ: كَيْفَ تَرَكْتِ الْعُمْرَانَ وَنَزَلَتِ الْخَرَابَ؟ قَالَتْ: لِأَنَّ الْخَرَابَ مِيرَاثُ اللهِ، فَأَنَا أَسْكُنَ مِيرَاثَ اللهِ وَقَدْ قَالَ اللهُ فِي كِتَابِهِ: {وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ بَطِرَتْ مَعِيشَتَهَا فَتِلْكَ مَسَاكِنُهُمْ لَمْ تُسْكَنْ مِنْ بَعْدِهِمْ إِلَّا قَلِيلًا، وَكُنَّا نَحْنُ الْوَارِثِينَ} [القصص: ٥٨]. فَالدُّنْيَا مِيرَاثُ اللهِ كُلُّهَا، قَالَ: قَالَ سُلَيْمَانُ: مَا تَقُولِينَ إِذَا جَلَسْتِ فَوْقَ خَرِبَةٍ؟ قَالَتْ: أَقُولُ أَيْنَ الَّذِينَ كَانُوا يَتَمَتَّعُونَ بِالدُّنْيَا وَيَتَنَعَّمُونَ فِيهَا؟ قَالَ سُلَيْمَانُ: فَمَا صِيَاحُكَ فِي الدُّورِ إِذَا مَرَرْتِ عَلَيْهَا؟ قَالَتْ: أَقُولُ: وَيْلِي لِبَنِي آدَمَ، كَيْفَ يَنَامُونَ وَأَمَامَهُمُ الشَّدَائِدُ؟ قَالَ: فَمَا لَكِ لَا تَخْرُجِينَ بِالنَّهَارِ؟ قَالَتْ: مَنْ كَثْرَةِ ظُلْمِ بَنِي آدَمَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ، قَالَ: أَخْبِرِينِي بِمَا صِيَاحُكِ؟ قَالَتْ: أَقُولُ: تَزَوَّدُوا يَا غَافِلُونَ، وَتَهَيَّئُوا لِسَفَرِكُمْ، سُبْحَانَ خَالِقِ النُّورِ، قَالَ سُلَيْمَانُ عَلَيْهِ السَّلَامُ: لَلْهَامَةُ عَلَى ابْنِ آدَمَ أَشْفَقُ وَأَحْذَرُ عَلَيْهِ، وَلَيْسَ مِنَ الطُّيورِ طَيْرٌ أَنْصَحُ لِابْنِ آدَمَ، وَأَشْفَقُ عَلَيْهِ مِنَ الْهَامَةِ، وَمَا فِي قُلُوبِ الْجُهَّالِ أَبْغَضُ مِنَ الْهَامَةِ "

<<  <  ج: ص:  >  >>