حَدَّثَنَا أَبِي، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبَانَ، ثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ سُفْيَانَ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ عِيسَى بْنِ ضِرَارٍ السَّعْدِيُّ، ثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ سَلْمَانَ الْعَابِدُ، - وَكَانَ يَرَى الْآيَاتِ وَالْأَعَاجِيبَ -، ثَنَا مُطَهَّرٌ السَّعْدِيُّ، - وَكَانَ قَدْ بَكَى شَوْقًا إِلَى اللهِ سِتِّينَ عَامًا - قَالَ: أُرِيتُ كَأَنِّي عَلَى ضَفَّةٍ نَهَرٍ تَجْرِي بِالْمِسْكِ الْأَذْفَرِ حَافَتَاهُ شَجَرُ لُؤْلُؤٍ وَنَبْتٌ مِنْ قُضْبَانِ الذَّهَبِ، فَإِذَا أَنَا بِجَوَارٍ مِنْ بَنَاتٍ يَقُلْنَ بِصَوْتٍ وَاحِدٍ: سُبْحَانَ الْمُسَبَّحِ بِكُلِّ لِسَانٍ، سُبْحَانَهُ سُبْحَانَ الموجودِ بِكُلِّ مَكَانٍ سُبْحَانَهُ، سُبْحَانَ الدَّائِمِ فِي كُلِّ الْأَزْمَانِ سُبْحَانَهُ، سُبْحَانَهُ، قَالَ: فَقُلْتُ: مَنْ أَنْتُنَّ؟ فَقُلْنَ: خَلْقٌ مِنْ خَلَقِ الرَّحْمَنِ سُبْحَانَهُ، فَقُلْتُ: مَا تَصْنَعْنَ هَهُنَا؟ فَقُلْنَ ذَرَأَنَا إِلَهُ النَّاسِ رَبُّ مُحَمَّدِ لِقَوْمٍ عَلَى الْأَطْرَافِ بِاللَّيْلِ قُوَّمِ
[البحر الطويل]
يُنَاجُونَ رَبَّ الْعَالَمِينَ إِلَهَهُمْ ... وَتَسْرِي هُمُومُ الْقَوْمِ وَالنَّاسُ نُوَّمِ
⦗٢٤٥⦘
قُلْتُ: بَخٍ بَخٍ لِهَؤُلَاءِ مِنْ هَؤُلَاءِ لَقَدْ أَقَرَّ اللهُ أَعْيُنَهُمْ بِكُنَّ، قَالَ: فَقُلْنَ: أَوَمَا تَعْرِفُهُمْ؟ فَقُلْتُ: لَا وَاللهِ مَا أَعْرِفُهُمْ قُلْنَ: بَلَى هَؤُلَاءِ الْمُتَهَجِّدُونَ أَصْحَابُ الْقُرْآنِ وَالسَّهَرِ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute