للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

حَدَّثَنَا أَبِي، ثَنَا أَبُو الْحَسَنِ بْنُ أَبَانَ، ثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَّامٍ، قَالَ: سَمِعْتُ الرَّبِيعَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، يَقُولُ فِي كَلَامِهِ: قَطَعَتْنَا غَفْلَةُ الْآمَالِ عَنْ مُبَادَرَةِ الْآجَالِ، فَنَحْنُ فِي الدُّنْيَا حَيَارَى لَا نَنْتَبِهُ مِنْ رَقْدَةٍ إِلَّا أَعْقَبَتْنَا فِي أَثَرِهَا غَفْلَةٌ، فَيَا إِخْوَتَاهْ نَشَدْتُكُمْ بِاللهِ هَلْ تَعْلَمُونَ مُؤْمِنًا بِاللهِ أَغَرَّ وَلِنِقَمِهِ أَقَلَّ حَذَرًا مِنْ قَوْمٍ هَجَمَتْ بِهِمُ الْغِيَرُ عَلَى مَصَارِعِ النَّادِمِينَ فَطَاشَتْ عُقُولُهُمْ وَضَلَّتْ حُلُومُهُمْ عِنْدَمَا رَأَوْا مِنَ الْعِبَرِ وَالْأَمْثَالِ ثُمَّ رَجَعُوا مِنْ ذَلِكَ إِلَى غَيْرِ عَقْلِهِ وَلَا نَقْلِهِ، فَبَاللهِ يَا إِخْوَتَاهْ هَلْ رَأَيْتُمْ عَاقِلًا رَضِيَ مِنْ حَالِهِ لِنَفْسِهِ بِمِثْلِ هَذِهِ حَالًا وَاللهِ عِبَادَ اللهِ لَتَبْلُغُنَّ مِنْ طَاعَةِ اللهِ تَعَالَى رِضَاهُ أَوْ لَتُنْكِرُنَّ مَا تَعْرِفُونَ مِنْ حُسْنِ بَلَائِهِ وَتَوَاتُرِ نَعْمَائِهِ، إِنْ تُحْسِنْ أَيُّهَا الْمَرْءُ يُحْسَنُ إِلَيْكَ وَإِنْ تُسِئْ فَعَلَى نَفْسِكَ بِالْعُتْبِ فَارْجِعْ فَقَدْ بُيِّنَ وَحُذِّرَ وَأُنْذِرَ فَمَا لِلنَّاسِ عَلَى اللهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ: {وَكَانَ اللهُ عَزِيزًا حَكِيمًا} [النساء: ١٥٨]

<<  <  ج: ص:  >  >>