للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

[الوفية باختصار الألفية]

بلغت عدة أبيات الوفية ستمئة وخمسة وثلاثين بيتًا، وهي تقريبًا في حجم ثلثَي الألفية، وقد صدق السيوطي حينما قال في خاتمة الوفية (١):

نَظَمْتُهَا فِي نَحْوِ ثُلْثَيْ أَصْلِهَا ... وَلَنْ تَرَى مُخْتَصَرًا كَمِثْلِهَا

وهذا لا يتنافى مع ما قاله حاجي خليفة في كشف الظنون، حيث قال: ""وله مختصر الألفية في ستمئة وثلاثين رقيقة، وسماه "الوفية" (٢)، إذ إن هذا التعداد تقريبي كعادة العلماء في تحديد عدد أبيات المنظومات أو القصائد.

قد يسأل سائل: ما فائدة الوفية؟

أقول إنه بالإضافة إلى كونها اختصارًا للألفية يقلل من لفظ القاعدة النحوية، هي كانت في مواضع كثيرة ذات فائدة زائدة، فانظر إلى قول السيوطي:

وَيَا النَّفْسِ مَعَ الفِعْلِ يَلِي ... نُونَ وِقَايَةٍ، وَفِي "لَيْتَ" صِلِ

وَحَذْفُهَا شَذَّ، وَعَكْسُهَا "لَعَلّْ" ... فِي أَرْبَعٍ (٣) خَيِّرْ، وَيَحْيَى (٤) الوَصْلُ قَلّْ

فانظر إلى قوله: "ويحيى الوصل قلّ" فهو زائد على لفظ الألفية.

وقوله:

وَذُو إِضَافَةٍ يَصِيرُ عَلَمَا ... إِنْ غَلَبَتْ، أَوْ "أَلْ" (٥)، وَحَذْفَهَا (٦) الْزَمَا

إِنْ تُضِفَ اوْ تُنَادِ، قُلْتُ اللَّامُ فِي ... "اللهِ" لَمْ تُزَدْ وَلَمْ تُعَرِّفِ

فانظر إليه وهو قد أضاف الخلاف في الألف واللام التي في لفظ الجلالة "الله".


(١) انظر البيت ٦٣٢.
(٢) انظر: كشف الظنون ١\ ١٥٢.
(٣) يقصد بالأربع الأحرف الناسخة غير لعل وليت، وهي: إِنّ وأَنّ ولَكِنّ وكَأَنّ.
(٤) يقصد به الإمام الفراء أبا زكريا يحيى بن زياد. انظر رأيه في شرح المرادي ١\ ٣٨١.
(٥) أي وذو "أل" يصير علمًا إن غلبت.
(٦) أي حذف أل.

<<  <   >  >>